المنظمة العربية: أي عدوان إسرائيلي جديد سيقضي على الجهود الدولية للتهدئة

القاهرة- مصدر الإخبارية
دانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان، جرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي ارتكابها بحق المدنيين الفلسطينيين في القدس والضفة الغربية، والتي بلغت ذروتها خلال الأيام الستة الماضية عبر جريمة قتل 16 مدنياً فلسطينياً، وعشرات المصابين.
وقال علاء شلبي رئيس مجلس أمناء المنظمة العربية لحقوق الإنسان أن حكومة “بينيت – لابيد” الائتلافية بصدد تفريغ أزماتها السياسية التي تهدد بقائها وفشل خططها على المستوى الإقليمي من خلال استفزاز المدنيين الفلسطينيين؛ للدفع بعدوان جديد وإسالة الدماء التي تستبيحها الحكومات الإسرائيلية دون رادع.
وأضاف أن المنطقة قد تشهد صيفاً ساخناً من جديد إذا ما أقدم الاحتلال الإسرائيلي على توسيع نطاق الجرائم الهمجية بحق الفلسطينيين، محذراً من أن عدوان جديد سيؤدي حتماً لحالة من التوتر غير المسبوق لم تعرفها المنطقة خلال العقد السابق.
وأوضح شلبي أن الاقتحام المخطط للمسجد الأقصى يوم بعد غد السبت سيكون سبباً لتأجيج المشاعر الدينية وموجات غضب شعبي لا يمكن توقع مداها، فضلاً عن الإحراج الذي سيضرب حكومات المنطقة التي استنفذت كافة دواعي الصبر أمام مواطنيها.
وقال شلبي إنه نتوقع انهيار الجهد الدولي المكثف الذي تم بذله في الشهور الماضية لإنجاز عمليات “تهدئة وتبريد براكين النار في المنطقة، في سياق التوتر والاستقطاب الدولي الحاد الذي ولده النزاع بين روسيا وأوكرانيا”.
وقالت المنظمة إنه خلال الليلة الماضية، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي خمسة فلسطينيين في مناطق بيت لحم وحوسان وجنين ومخيم جنين ونابلس وسلواد ورام الله وكوبر وبيرزيت، واعتقلت 17 فلسطينياً من تلك المناطق، كما أصيب ثمانية فلسطينيين بالرصاص الحي، بالإضافة لأكثر من 20 مصاباً آخرين في مواجهات اندلعت خلال الاقتحامات.
وأضافت أن من بين الشهداء الناشط الحقوقي “محمد حسن عساف” الذي اغتالته سلطات الاحتلال في مدينة نابلس مساء أمس، ويرجح أنه قد تم اغتياله عمداً نظراً لدوره كمستشار قانوني في حملة ضد الجدار، ما يشكل جريمة قتل خارج نطاق القانون، وهي الجريمة التي باتت ترتكبها قوات الاحتلال بصورة منهجية في ظل التحريض الذي تشكله تعليمات وزير دفاع الاحتلال.
وتابعت أن “قوات الاحتلال قتلت السيدة “غادة سباتين” من قرية حوسان بقضاء بيت لحم يوم 10 أبريل (نيسان) الجاري بدعوة الاشتباه في أنها كان يمكن أن تشكل خطراً على جنود الاحتلال، ما لم يتم تقديم أية شواهد على صحته، وتوفيت السيدة “سباتين” الأرملة والأم المعيلة لستة أبناء، ولم يكن بحوزتها أية أداة تشكل خطراً على سلامة الجندي القاتل”.
وأشارت إلى أن القتل العمدي خارج القانون أكثر وضوحاً في مقتل فتاة فلسطينية عند أحد الحواجز في الخليل جنوبي الضفة في وقت لاحق من اليوم نفسه، حيث قامت الفتاة بمحاولة طعن أحد جنود الاحتلال والتي جاءت ردة فعل على قتل السيدة “سباتين” في بيت لحم قبلها بساعات، وبينما قام جنود الاحتلال بإصابتها بطلق ناري، ومنعوا استدعاء أو وصول سيارات الإسعاف إلى المكان لحين وفاتها بسبب نزيف حاد من الدماء”.
وأردفت المنظمة أنه لا تنفصم موجة اقتحام بلدات الضفة عن الاستفزازات المتصاعدة للفلسطينيين في القدس، حيث تقوم قوات الاحتلال بعمليات استفزاز واسعة بحق الشباب الفلسطينيين بصفة خاصة خلال دخولهم للبلدة القديمة لأداء الصلوات في المسجد الأقصى.
ولفتت إلى أن الاحتلال يُساهم في تأجيج المشاعر بتوفير وتسهيل عمليات اقتحام المستوطنين لحرم المسجد الأقصى لمرات متعددة منذ بداية شهر رمضان المبارك، وهو ما يعني تمهيد الأرض لمواجهات مفتوحة، يتوقع أن يتم أخطرها يوم 16 أبريل (نيسان) الجاري، تترافق في الوقت الحالي مع العودة للتحرش بسكان منطقتي الشيخ جراح وسلوان.
وأكدت المنظمة العربية لحقوق الإنسان على خطورة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وجرائم الحرب الإسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين، وما تستوجبه من مساءلة ومحاسبة.
وأعربت عن قلقها إزاء ندرة المعلومات المتخصصة حول ماهية التدابير التي اتخذها مكتب الادعاء العام للمحكمة الجنائية الدولية في سبيل التحقيق في الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية منذ صدور قرار بدء التحقيقات في 3 آذار (مارس) 2021.
ودعت الجمعية العامة للأمم المتحدة للتحرك بصورة عاجلة وعدم تضييع الوقت وانتظار وقوع المآسي والفظاعات، مع التصرف بموجب صيغة “الاتحاد من أجل السلم” لتكثيف الضغط على الاحتلال الإسرائيلي ومنع توسيع جرائمه وعدوانه، فضلاً عن تأكيد أن إنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية منذ 1967 لا يحتاج إلى تفاوض ولا يخضع لقيد أو شرط.
اقرأ/ي أيضًا: الأزهر: إقدام الاحتلال على قتل الفلسطينيين وصمة عار على جبين المجتمع الدولي