شهر على الحرب: دمار وعزلة وعقوبات بالجُملة.. هل حقق بوتين هدفه في أوكرانيا؟

متابعة – مصدر الإخبارية
شهر كامل مرّ على بدء حرب خلفت دماراً كبيرً ونزوحاً للملايين وعقوبات دولية جماعية ومفاوضات متعثرة، فهل حقق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هدفه من غزو أوكرانيا؟.
معطيات على أرض الواقع أكدت أن الحرب لم تؤتِ أُكلها، ولم يحقق بوتين حتى ولو واحد من الأهداف المعلنة للحرب، بل بالعكس زادت وتيرة العقوبات الدولية ضد بلاده في المجالات السياسية والاقتصادية والمالية والرياضية والفنية، وحتى على صعيد حياته الشخصية.
العقوبات أضعفت السلطات المالية الروسية وقدرتها على التخفيف من آثار الحرب الباردة ضدها، حيث نزحت معظم الشركات العالمية وعلقت أعمالها في المدن الروسية.
هل أطبقت السيطرة على أوكرانيا؟
رغم مرور شهر إلا ان القوات الروسية لم تستطع تحرير كامل أراضي جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك وفقاً للحدود الإدارية لهما قبل أحداث 2014، ورغم الحصار المطبق على العاصمة كييف ومدن خاركيف وماريوبول وزاباريجيا وسومي، إلا أنها لم تسيطر عليها بالكامل.
ووفق التوقعات، لم يسيطر الجيش الروسي خلال الحرب سوى على مدينة كبيرة واحدة في أوكرانيا، هي خيرسون المطلة على البحر الأسود.
على النقيض، تواصل روسيا تصريحاتها حول نجاحات مزعومة تحققها يوماً من الغزو على جارتها، إلا أنها زعمت مقتل 497 عسكرياً في جيشها أثناء الحرب، وهو رقم غير مؤكد حيث تشير التقارير إلى أضعافه.
ويؤكد الكرملين أن نحو 68 في المائة من الروس يؤيدون قرار إطلاق العملية العسكرية في أوكرانيا، بحسب استطلاعات رأي لمؤسسات حكومية، إلا أنه لم تنظم أي استطلاعات عن تأثير هذه الحرب على الداخل الروسي.
حرب إلكترونية متبادلة
جملة من المنصات الاجتماعية والمواقع الإلكترونية على رأسها فيسبوك، يوتيوب، إنستغرام وغيرها فرضت حظراً على روسيا مع بدء الحرب، مؤكدة رفضها للعنف والدمار.
لم يقتصر الأمر على ذلك، بل سمح فيسبوك بصورة ما بنشر محتوى هجومي على روسيا جراء الحرب على أوكرانيا، مما دفع الأخيرة لفرض حرب إلكترونية هي الأخرى وحظر عدد من التطبيقات داخلها على رأسها فيسبوك، يوتيوب، وتويتر.
زاد الطين بلة، بعدما أعلن رجل الأعمال الروسي، ألكسندر زوبوف، أنه بصدد إطلاق نسخة محلية من “إنستغرام” , وسيحمل إسم Rossgram (روسغرام)، وذلك عقب حظر الشركة الأم Meta في البلاد بسبب سياساتها المتعلقة بالعملية العسكرية في أوكرانيا.
ومن المتوقع أن يكون لـ Rossgram جميع وظائف “إنستغرام”، بما في ذلك منشورات الصور والفيديو، والتواصل من خلال برنامج مراسلة داخلي، وترك التعليقات أسفل مشاركات الأشخاص الآخرين.
آخر ضربة روسية
في آخر رد على العقوبات العالمية ضد روسيا، أعلن بوتين، الأربعاء، أن بلاده قررت بيع الغاز والنفط بالعملة الوطنية “الروبل” فقط، موضحاً أنها قررت استخدام الروبل في المعاملات التجارية مع الدول غير الصديقة، ولن تقبل سوى الدفع بالروبل لقاء شحنات الغاز إلى أوروبا.
وأوضح أن ذلك يأتي رداً على تجميد أصول روسيا في الغرب بسبب هجومها على أوكرانيا.
و أصدر بوتين تعليمات للبنك المركزي ومجلس الوزراء “لتحديد إجراءات المعاملات مع أوروبا بالروبل الروسي في غضون أسبوع”، مضيفاً أن “التغييرات ستؤثر فقط على عملة الدفع.
وشدد على أنه “لا معنى لتوريد السلع الروسية للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وتلقي المدفوعات باليورو والدولار”، مؤكدا أن موسكو اتخذت قرارها بالامتناع عن استخدام “عملات الدول غير الصديقة” في نقل الغاز.
وأكد الرئيس الروسي أن بلاده ستواصل توفير إمدادات الغاز بحسب العقود المبرمة، على الرغم من اتخاذ عدد من الدول “قرارات غير قانونية” بتجميد أصول روسيا، حسب قوله.
مخاسر جمة طالت روسيا جراء حرب “لا داعي لها” على أوكرانيا، إلا أنها لا زالت تواصلها بتعنّت، فإلى أين يصل الحال بها في ظل العزلة التي تعيشها عن العالم أجمع؟.