يعاني ملايين الأشخاص حول العالم من النوبات القلبية بشكل يومي، وغالباً ما تُربط هذه الحالات بأسباب معروفة مثل ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، وارتفاع الكولسترول، إضافة إلى التدخين والتوتر ونمط الحياة غير الصحي. إلا أن تقارير طبية حديثة كشفت عن مجموعة من الأسباب غير المتوقعة التي قد تلعب دوراً خطيراً في زيادة احتمالات الإصابة بالنوبات القلبية.
وبحسب موقع «ويب ميد» الطبي، فإن قلة النوم المنتظمة تُعد من أبرز هذه العوامل، حيث أظهرت دراسات أن الأشخاص الذين ينامون أقل من ست ساعات يومياً يكونون أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية مقارنة بمن يحصلون على نوم كافٍ، بسبب تأثير قلة النوم على ضغط الدم وزيادة الالتهابات في الجسم.
كما بيّنت الأبحاث أن الصداع النصفي، لا سيما المصحوب بما يُعرف بـ«الهالة»، يرتبط بارتفاع خطر الإصابة بمشاكل القلب مستقبلاً. ويضاف إلى ذلك الطقس البارد، الذي قد يؤدي إلى تضييق الشرايين وإجبار القلب على العمل بجهد أكبر للحفاظ على حرارة الجسم، ما يرفع خطر النوبات القلبية خلال فصل الشتاء.
ومن العوامل البيئية الخطيرة أيضاً تلوث الهواء، حيث تزداد فرص الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين لدى الأشخاص الذين يتعرضون له بشكل مستمر، خصوصاً في المناطق المزدحمة بحركة المرور. كما حذّر الأطباء من تناول الوجبات الدسمة والكبيرة، التي قد ترفع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب بشكل مفاجئ نتيجة زيادة هرمونات التوتر في الجسم.
ولا تقتصر المخاطر على العوامل السلبية فقط، إذ يمكن للمشاعر القوية، سواء كانت حزناً وغضباً أو حتى فرحاً شديداً، أن تُحفز نوبات قلبية لدى بعض الأشخاص. كما يُعد الإجهاد البدني المفاجئ أو المفرط عاملاً خطيراً، خاصة عند ممارسة نشاط شاق دون استعداد كافٍ.
وأشارت التقارير إلى أن الإصابة بنزلات البرد أو الإنفلونزا قد تضاعف خطر النوبات القلبية مؤقتاً بسبب الالتهابات التي تصيب الجسم، وهو ما يفسر ارتفاع هذه الحالات خلال مواسم انتشار الفيروسات. كما يزيد مرض الربو من احتمالات الإصابة بأمراض القلب، نتيجة الالتهاب المزمن وتأثيره على الجهاز التنفسي والدورة الدموية.
ومن الظواهر اللافتة، ارتفاع معدلات النوبات القلبية في ساعات الصباح الباكر، بسبب التغيرات الهرمونية والجفاف النسبي بعد النوم. كما ترتفع هذه المعدلات بعد الكوارث الكبرى والأحداث الصادمة، نتيجة الضغط النفسي الشديد الذي يستمر أثره لفترات طويلة.
وتشمل القائمة أيضاً مشاهدة أو ممارسة الرياضات الجماهيرية، حيث سجلت دراسات ارتفاعاً في حالات النوبات القلبية خلال البطولات الكبرى، إضافة إلى الإفراط في تناول الكحول، الذي يضر بالقلب على المدى القصير والطويل.
أما القهوة، فرغم فوائدها المعروفة، فإن الإفراط في شربها أو تناولها من قبل أشخاص غير معتادين عليها قد يرفع ضغط الدم مؤقتاً، ما قد يشكل خطراً لدى الفئات الأكثر عرضة لمشاكل القلب.
ويؤكد الخبراء في ختام تقاريرهم على أهمية الانتباه لهذه العوامل غير المتوقعة، واتباع نمط حياة متوازن يشمل النوم الكافي، والغذاء الصحي، وإدارة التوتر، للحد من مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية.