اقتحمت قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي، في وقت متأخر من مساء الاثنين، مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، وأجبرت سكان بنايات سكنية على إخلاء منازلهم، في تصعيد جديد يستهدف المدينة وسكانها.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) أن قوات الاحتلال، ترافقها جرافة عسكرية، اقتحمت المنطقة الشرقية من نابلس قادمة من حواجز عورتا وحوارة وبيت فوريك، وسط انتشار عسكري مكثف.
وأضافت الوكالة أن هذا الاقتحام يأتي تمهيداً لاقتحام المستوطنين مقام يوسف الواقع في الجهة الشرقية من المدينة، بهدف إقامة طقوس وصلوات تلمودية داخل الموقع، تحت حماية مباشرة من قوات الاحتلال.
ويقع ما يُعرف بـ"قبر يوسف" في منطقة خاضعة للسيطرة الفلسطينية، ويعده المستوطنون موقعاً مقدساً منذ احتلال إسرائيل للضفة الغربية عام 1967، رغم تأكيد علماء آثار أن الرواية الإسرائيلية حول الموقع غير صحيحة، موضحين أن المقام لا يتجاوز عمره بضعة قرون، وأنه ضريح لشيخ مسلم يُدعى يوسف دويكات.
من جهتها، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن قوات الاحتلال أجبرت سكان عمارتين سكنيتين في منطقتي الضاحية وشارع عمّان على إخلائهما، وحولت المبنيين إلى نقطتي مراقبة عسكريتين.
بدوره، أكد تلفزيون فلسطين الرسمي أن الجيش الإسرائيلي نشر قناصة في شارع عمّان ودوار الغاوي ومنطقة الضاحية، وأجبر الأهالي على إخلاء منازلهم في المنطقة الشرقية من المدينة، لتأمين اقتحام المستوطنين للمقام.
وأضاف التلفزيون أن قوات الاحتلال منعت الطواقم الصحفية من تغطية الاقتحام العسكري في المنطقة الشرقية من نابلس، في محاولة لفرض تعتيم إعلامي على ما يجري.
ويأتي هذا التصعيد في سياق اعتداءات متواصلة تشهدها الضفة الغربية منذ بدء الحرب على قطاع غزة، حيث استشهد أكثر من 1103 فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، وأُصيب نحو 11 ألفاً، إضافة إلى اعتقال ما يزيد على 21 ألف فلسطيني في مختلف مناطق الضفة، بما فيها القدس الشرقية.