حذرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، اليوم الأحد، من تفاقم كارثة إنسانية في قطاع غزة، جراء انهيار جدران ومبانٍ متهالكة بفعل القصف الإسرائيلي، وما صاحب ذلك من الرياح والأمطار، ما أدى إلى وفاة عدد من المواطنين والنازحين وتهديد حياة آلاف آخرين. واعتبرت الجبهة أن المجتمع الدولي يواجه اختبارًا أخلاقيًا وتاريخيًا في مواجهة أسوأ كارثة إنسانية يشهدها العصر الحديث، في ظل استمرار اقتلاع وغرق خيام النازحين.
وأوضحت الجبهة في بيانها أن إسرائيل تستغل حالة الاعتياد الدولي على الكارثة لتكثيف هجماتها، مستخدمة الحصار ومنع دخول مستلزمات الإيواء مثل الخيام والكرفانات، كأداة قتل جماعي تستهدف المدنيين والنازحين في المخيمات ومراكز الإيواء المتهالكة، وسط نقص حاد في البنية التحتية.
وحذرت الجبهة من أن استمرار المنخفضات الجوية في ظل هشاشة البنية التحتية المدمرة وخطر السيول وانعدام الاستجابة الفعالة بسبب الحصار، سيؤدي إلى كوارث بيئية وصحية جديدة، مهددة المزيد من الأرواح.
وطالبت الجبهة الوسطاء والدول الضامنة والمجتمع الدولي بالتدخل العاجل، والضغط على إسرائيل لإدخال المعدات الثقيلة لإزالة الأنقاض والمباني المهددة بالسقوط، وتوفير الكرفانات والخيام والمستلزمات الأساسية لإغاثة آلاف العائلات العالقة في مراكز إيواء تفتقر لأدنى مقومات الكرامة الإنسانية.
في الوقت ذاته، ضرب منخفض جوي جديد قطاع غزة، ما زاد معاناة السكان، حيث دمرت مياه الأمطار آلاف الخيام في المناطق الغربية من مدينة خان يونس والمناطق الغربية للمحافظة الوسطى ومدينة غزة، وغمرت مياه البحر المئات من الخيام، ما اضطر النازحين إلى افتراش الشوارع والطرق والأراضي الزراعية.
وأفاد مراسلو الغد أن مستشفى شهداء الأقصى، الوحيد في المحافظة الوسطى، استقبل منذ صباح اليوم مئات الأطفال المصابين بنوبات برد، فيما توفي 18 طفلًا نتيجة البرد القارس الناتج عن المنخفضات الجوية المتتالية.
ويعيش الآلاف من النازحين في ظروف قاسية وسط برد ورياح عاتية، في خيام مصنوعة من النايلون والقماش الرقيق، غالبًا في الطرقات والملاعب والساحات والمدارس، دون أي وسائل حماية من الأمطار والعواصف. كما يفاقم نقص الوقود الأزمة، إذ تعجز العائلات عن تأمين وسائل التدفئة ليلاً في ظل انخفاض درجات الحرارة.