أعلن جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، اليوم السبت، مصرع طفل إثر سقوطه داخل بئر مياه في منطقة السودانية شمالي القطاع، بعد عمليات بحث وإنقاذ استمرت لساعات طويلة وسط ظروف بالغة الصعوبة.
وقال الدفاع المدني، في بيان رسمي، إن طواقمه تمكنت في نهاية المطاف من انتشال جثمان الطفل عطا مأمون مي من داخل البئر، ونقله إلى المستشفى، مشيرًا إلى أن عمليات الإنقاذ واجهت تحديات كبيرة بسبب عمق البئر وطبيعة المكان.
وكانت طواقم الدفاع المدني قد باشرت منذ ساعات الصباح الأولى عمليات البحث والإنقاذ، مستخدمة وسائل بدائية وإمكانات محدودة، في ظل نقص حاد في المعدات والآليات اللازمة للتعامل مع مثل هذه الحوادث. وأظهرت مشاهد من موقع الحادث أفراد الدفاع المدني وهم يعملون داخل حفرة امتلأت بالمياه الموحلة والأتربة، معتمدين على المصابيح اليدوية وجهودهم الجسدية للوصول إلى عمق البئر، في سباق مع الزمن وتحت ظروف خطرة.
وتأتي هذه الحادثة في ظل أوضاع إنسانية قاسية يشهدها قطاع غزة، حيث يعاني جهاز الدفاع المدني من تراجع كبير في قدراته التشغيلية نتيجة الدمار الواسع الذي خلفته الحرب، والنقص الشديد في الإمكانيات الفنية واللوجستية.
وخلال عامين من الحرب المتواصلة، فقد جهاز الدفاع المدني جزءًا كبيرًا من معداته وآلياته جراء القصف، ما أجبر طواقمه على الاعتماد على سيارات متهالكة ومعدات بسيطة لا تتناسب مع حجم الكوارث والحوادث المتزايدة في مختلف مناطق القطاع، الأمر الذي يضاعف المخاطر على فرق الإنقاذ وعلى المدنيين على حد سواء.