أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، السبت، رفضها القاطع لجميع المخططات الإسرائيلية الهادفة إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة قسرًا، بما في ذلك محاولات استخدام إقليم «أرض الصومال» الانفصالي كوجهة محتملة لهذا التهجير.
جاء ذلك في بيان للحركة ردًا على إعلان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الجمعة، الاعتراف الرسمي بإقليم «أرض الصومال» كدولة مستقلة ذات سيادة، وهي خطوة قوبلت برفض واسع على المستويين الإقليمي والدولي.
وقالت حماس إنها ترفض بشكل قاطع ما وصفته بـ«تبادل الاعتراف بين أرض الصومال والكيان الصهيوني المجرم»، معتبرة أن هذه الخطوة تمثل «سابقة خطيرة ومحاولة مرفوضة لاكتساب شرعية زائفة من كيان فاشي محتل لأرض فلسطين، ومتورط في جرائم حرب وإبادة جماعية، ويعاني عزلة دولية متزايدة».
وجددت الحركة تأكيدها رفض أي مخططات إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، بما في ذلك استخدام أراضي دول أو أقاليم أخرى، مشددة على أن هذه السياسات تشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وحقوق الشعب الفلسطيني.
ومنذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربًا مدمرة على قطاع غزة، أسفرت، وفق معطيات فلسطينية، عن نحو 71 ألف شهيد وأكثر من 171 ألف جريح، إضافة إلى دمار واسع طال قرابة 90 بالمئة من البنية التحتية المدنية في القطاع.
وخلال أشهر الحرب، تصاعدت التصريحات الإسرائيلية بشأن الدفع باتجاه تهجير سكان غزة إلى خارج القطاع، في حين تحدثت وسائل إعلام عبرية عن دول إفريقية محتملة كوجهات لهذا التهجير، من بينها الصومال.
ورأت حماس أن لجوء نتنياهو إلى الاعتراف بـ«إدارة انفصالية في الصومال» يعكس عمق العزلة الدولية التي يعيشها الاحتلال نتيجة جرائم الإبادة المرتكبة بحق الفلسطينيين، داعية إلى تعزيز هذه العزلة على المستويين الشعبي والرسمي، ومواصلة الجهود الدولية لمحاصرة إسرائيل ومحاسبة قادتها.
كما أشادت الحركة بمواقف الدول العربية والإسلامية التي أدانت الاعتراف الإسرائيلي، معتبرة أنه «سلوك خطير ينتهك القانون الدولي ويمس بوحدة الصومال وسيادته»، محذرة في الوقت ذاته من سياسات وصفتها بـ«الخبيثة» تهدف إلى تفتيت الدول العربية وزعزعة استقرارها والتدخل في شؤونها الداخلية.
ويُذكر أن إقليم «أرض الصومال» أعلن انفصاله عن الصومال عام 1991، دون أن يحظى باعتراف دولي، رغم إدارته لشؤونه السياسية والأمنية بشكل منفصل.
وعقب الإعلان الإسرائيلي، أكدت الحكومة الصومالية، في بيان الجمعة، تمسكها الكامل وغير القابل للتفاوض بوحدة أراضيها وسيادتها الوطنية، ورفضها القاطع لما وصفته بالخطوة الإسرائيلية غير القانونية، مشددة على أن إقليم أرض الصومال جزء لا يتجزأ من جمهورية الصومال الاتحادية.