شنّ الجيش الإسرائيلي، مساء الجمعة، غارات جوية وقصفًا مدفعيًا استهدف مناطق متفرقة شرقي مدينة غزة، في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2025، ويشمل مناطق ما زال الجيش الإسرائيلي يسيطر عليها بموجب الاتفاق.
وأفاد مراسل وكالة الأناضول بأن الطائرات الحربية الإسرائيلية نفذت غارتين جويتين متتاليتين استهدفتا شرق حي الزيتون شرقي مدينة غزة، ما أثار حالة من الذعر في صفوف السكان.
وأضاف المراسل، نقلًا عن شهود عيان، أن المدفعية الإسرائيلية قصفت مناطق مختلفة قرب مفترق السنافور في حي التفاح شرقي المدينة، بالتزامن مع إطلاق آليات الجيش الإسرائيلي نيرانها بشكل عشوائي في المنطقة ذاتها.
وأشار إلى أنه لم ترد حتى الآن معلومات عن وقوع إصابات أو خسائر بشرية جراء هذا القصف الجديد.
وتأتي هذه التطورات بعد وقت قصير من قيام الجيش الإسرائيلي بقتل فلسطيني في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، وهي منطقة كان قد انسحب منها سابقًا بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، ما يعكس استمرار الانتهاكات الإسرائيلية لبنود الاتفاق.
كما تزامن التصعيد مع اتهام مصر لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالسعي إلى عرقلة تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، ومحاولة إشعال الأوضاع في المنطقة.
وتتضمن المرحلة الثانية من الاتفاق ملفات أساسية، من بينها إعادة إعمار قطاع غزة، وتوسيع نطاق الانسحاب الإسرائيلي، وتشكيل لجنة تكنوقراط لإدارة شؤون القطاع، إضافة إلى قضايا تتعلق بنزع سلاح حركة حماس، وتشكيل مجلس للسلام، ونشر قوات دولية.
وفي المقابل، تتنصل إسرائيل من تنفيذ التزاماتها الواردة في المرحلة الأولى من الاتفاق، وعلى رأسها وقف الأعمال العدائية، إذ تواصل إطلاق النار والقصف في مناطق متفرقة من قطاع غزة، ما أدى، بحسب المعطيات، إلى استشهاد 406 فلسطينيين وإصابة 1118 آخرين منذ 11 أكتوبر/تشرين الأول الماضي وحتى يوم الأربعاء.