اعتبر بطريرك القدس للاتين، الكاردينال بيير باتيستا بيتسابالا، أن قطاع غزة “يحمل رسالة صمود وأمل”، مؤكدًا أن القلوب والصلوات تتجه نحو أهالي القطاع الذين يواجهون دمارًا شاملًا، ورغم ذلك ما زالوا يتمسكون بشغف الحياة ورفض الاستسلام.
جاءت تصريحات بيتسابالا فور وصوله، الأربعاء، إلى مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية، لترؤس قداس منتصف الليل في كنيسة المهد، ضمن احتفالات عيد الميلاد للطوائف المسيحية التي تعتمد التقويم الغربي.
وقال بطريرك اللاتين: “قلوبنا اليوم مع غزة، حيث الدمار الشامل، لكن رغم كل ذلك، لا يزال لدى أهلها شغف بالحياة، وإرادة للفرح، ورفض للاستسلام”، مضيفًا: “كما نبدأ من جديد هنا، سيبدأ أهل غزة من جديد رغم الدمار”.
وأكد أن الاحتفال بعيد الميلاد سيستمر في بيت لحم وغزة، قائلاً: “سنحتفل في غزة وبيت لحم، وسنواصل الاحتفال كل يوم، وسنعود لإعادة بناء كل شيء من جديد”.
وأشار بيتسابالا إلى أن غزة، كما بيت لحم، “تحمل رسالة صمود وأمل”، مشددًا على أن الإيمان بالحياة والسلام أقوى من الدمار والحرب، وأضاف: “عيد ميلاد مجيد، اليوم ميلاد حقيقي هنا في بيت لحم، ومن هنا تنطلق رسالة الأراضي المقدسة إلى العالم كله”.
وتحتفل الطوائف المسيحية التي تعتمد التقويم الغربي بعيد الميلاد في قداس منتصف ليل 24–25 ديسمبر/كانون الأول، فيما تحتفل الطوائف التي تعتمد التقويم الشرقي في السابع من يناير/كانون الثاني.
وبالتزامن مع ذلك، تواصلت تداعيات الحرب الإسرائيلية على غزة، التي خلّفت، منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، نحو 71 ألف قتيل و171 ألف جريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى دمار واسع قدرت الأمم المتحدة كلفة إعادة إعماره بنحو 70 مليار دولار. كما أدى التصعيد في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، إلى مقتل ما لا يقل عن 1103 فلسطينيين، وإصابة قرابة 11 آلاف آخرين، واعتقال أكثر من 21 ألفًا، وفق معطيات فلسطينية.
ويأتي ذلك في وقت منعت فيه السلطات الإسرائيلية، في وقت سابق الأربعاء، حسين الشيخ، نائب رئيس دولة فلسطين، من المشاركة في قداس منتصف الليل بكنيسة المهد.
وتُعد بيت لحم مسقط رأس السيد المسيح عيسى عليه السلام، ومدينة ذات مكانة دينية وتاريخية كبيرة، تستقطب الحجاج من مختلف أنحاء العالم سنويًا، حيث تقع كنيسة المهد فوق المغارة التي يُعتقد أن السيدة مريم العذراء وضعت فيها مولودها.