القدس المحتلة - مصدر الإخبارية
تراجع وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الثلاثاء، عن تصريحاته التي تحدث فيها عن إعادة استيطان شمال قطاع غزة وإقامة “وحدات ناحال” بدل المستوطنات التي أُخليت ضمن خطة فك الارتباط عام 2005، وهي تصريحات أثارت جدلًا واسعًا لتعارضها مع مواقف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والخطة الأميركية بشأن القطاع.
وقال كاتس في بيان نقلته صحيفة “هآرتس” إن الحكومة الإسرائيلية لا تنوي بناء مستوطنات في قطاع غزة، مؤكدًا أن أي وجود للواء ناحال في القطاع سيكون لأغراض أمنية فقط، وليس لأهداف استيطانية.
وكان كاتس قد صرّح في وقت سابق من اليوم نفسه، خلال اجتماع للإعلان عن إنشاء 1200 وحدة استيطانية في الضفة الغربية، بأن إسرائيل ستعيد الاستيطان في شمال غزة، ولن تنسحب من القطاع بالكامل، مشيرًا إلى نية تشكيل “وحدات ناحال” بدل التجمعات الاستيطانية التي أُخليت عام 2005.
وأوضح حينها أن إسرائيل “موجودة في عمق غزة ولن تغادرها بالكامل”، معتبرًا أن هذا الوجود ضروري لمنع تكرار هجوم السابع من أكتوبر. وتُعرف “وحدات ناحال” بأنها إطار عسكري يشارك فيه شبان إسرائيليون ضمن مجموعات مشتركة، قبل أن يؤسسوا لاحقًا تجمعات مدنية.
وأثارت هذه التصريحات انتقادات حادة داخل إسرائيل، حيث هاجم زعيم حزب “معسكر الدولة” غادي آيزنكوت كاتس، واصفًا تصريحاته بأنها “فارغة وتضر بإسرائيل فقط”. وقال آيزنكوت إن وزير الدفاع يتصرف بما يخالف “الإجماع الوطني الواسع”، معتبرًا أن الترويج لأفكار إعادة الاستيطان في غزة يتناقض مع تصويت الحكومة لصالح الخطة التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وتتناقض مواقف كاتس مع تصريحات متكررة لنتنياهو، أكد فيها عدم وجود أي خطط لإعادة بناء مستوطنات في قطاع غزة. ومع ذلك، فإن عددًا من أعضاء الائتلاف اليميني المتشدد الحاكم عبّروا منذ بدء الحرب على غزة في أكتوبر 2023 عن رغبتهم في إعادة الاستيطان في القطاع.
وتأتي هذه التطورات في وقت تكثف فيه دول الوساطة، وهي الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا، جهودها لبدء المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مطلع العام المقبل. وكانت محادثات عقدت في مدينة ميامي الأميركية قبل أيام قد أفضت إلى ما وُصف بـ“تفاهمات واعدة” بشأن هذه المرحلة.
وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن بلاده تتوقع انطلاق المرحلة الثانية من اتفاق غزة مطلع عام 2026، بينما أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أن مسار الاتفاق “يسير بشكل جيد”، معربًا عن أمله بالإعلان قريبًا عن الدخول في المرحلة الثانية.