القدس المحتلة - مصدر الإخبارية
حذر ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي من أن التصريحات والتهديدات الصادرة عن مسؤولين سياسيين وأمنيين في إسرائيل ضد إيران قد تقود إلى اندلاع حرب جديدة بين الطرفين، رغم غياب نية حقيقية لدى الجانبين للدخول في مواجهة عسكرية في الوقت الراهن. ومع ذلك، توقعت التقديرات الإسرائيلية استمرار هذا الخطاب التصعيدي إلى حين اللقاء المرتقب بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب في نهاية الشهر الجاري.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن هذه التصريحات المتكررة تسهم في تحويل الأنظار داخل إسرائيل عن قضايا داخلية حساسة، أبرزها الضغوط المتزايدة لتشكيل لجنة تحقيق سياسية في إخفاقات السابع من أكتوبر، إضافة إلى الانتقادات الموجهة لحكومة نتنياهو بشأن تأخير تنفيذ المرحلة الثانية من الخطة الأميركية المتعلقة بقطاع غزة.
وبحسب الصحيفة، فإن نشر أقوال منسوبة إلى “مسؤولين سياسيين رفيعين” أو “مصادر استخباراتية غربية” في وسائل الإعلام الإسرائيلية قد يؤدي إلى تدهور أمني حقيقي نتيجة سوء تقدير أو فهم من الجانب الإيراني، ما قد يشعل مواجهة عسكرية لا يرغب بها أي من الطرفين في هذه المرحلة.
ونقلت الصحيفة عن ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي تحذيرهم المتكرر، خصوصًا بعد المواجهة مع إيران في يونيو/حزيران الماضي، من أن أي خطأ في إدارة العلاقة مع طهران قد يكون الشرارة الأساسية لتجدد القتال، حتى في ظل غياب نية مسبقة للتصعيد.
وأضافت أن التقديرات الإسرائيلية حول الوضع في إيران تعتمد إلى حد كبير على ما يُنشر في الإعلام، في ظل صعوبة العمل الاستخباراتي هناك، محذرة من أن إيران قد تفسر الضجيج الإعلامي المتصاعد على أنه مؤشر على اقتراب حرب، ما قد يدفعها إلى التفكير بتوجيه ضربة استباقية.
وأكد مسؤولون أمنيون إسرائيليون أن الإفراط في التصريحات العلنية ليس في مصلحة إسرائيل، سواء كانت تنوي التصعيد أو الحفاظ على وقف إطلاق النار، مشيرين إلى أن بعض التحركات غير الاعتيادية التي رُصدت في إيران قد تكون ناتجة عن شائعات وتقارير غير دقيقة جرى تداولها في وسائل إعلام إسرائيلية ومنصات تواصل اجتماعي.
كما أبدى الجيش الإسرائيلي تشكيكه في دلالات بعض الأنشطة العسكرية الإيرانية الأخيرة، معتبرًا أن مناورات الجيش الإيراني لا تعني بالضرورة الاستعداد لهجوم وشيك. ويرجح مسؤولون أمنيون أن إيران لا ترى مصلحة حاليًا في الرد على إسرائيل، إلى حين تطوير قدراتها العسكرية والاستخباراتية، واستخلاص الدروس من المواجهة السابقة، وتعزيز دعمها لحلفائها في المنطقة.
وفي السياق ذاته، أشارت الصحيفة إلى أن قيادة الجيش الإسرائيلي أقرت بالحاجة لاستخلاص دروس واسعة من المواجهة الماضية مع إيران، في ظل استهلاك قدرات وتكنولوجيا متقدمة وأدوات سرية نادرة الاستخدام.
وعلى صعيد الجبهات الأخرى، لا تزال التقديرات الإسرائيلية غير حاسمة بشأن احتمال انضمام حزب الله إلى أي مواجهة مستقبلية بين إسرائيل وإيران، رغم استعداد الجيش لهذا السيناريو، خاصة مع اقتراب انتهاء مدة اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله دون تجديده حتى الآن.
وختمت الصحيفة بالإشارة إلى أن الملفات الساخنة الثلاثة، إيران ولبنان وغزة، ستكون محورًا رئيسيًا في محادثات نتنياهو وترامب، مرجحة أن يواجه نتنياهو ضغوطًا أميركية لتقديم تنازلات في إحدى الجبهات، مقابل الحصول على دعم أكبر في جبهة أخرى.