القدس المحتلة - مصدر الإخبارية
أغلق عشرات اليهود المتدينين المتشددين (الحريديم)، مساء الاثنين، الطريق السريع رقم 4 قرب تل أبيب، في احتجاج على اعتقال الشرطة العسكرية شابًا من أبناء الطائفة فارًّا من الخدمة العسكرية، بحسب ما أفادت وسائل إعلام عبرية.
ويُعد الطريق رقم 4 من الشوارع الحيوية في منطقة غوش دان (تل أبيب الكبرى)، ما تسبب باضطرابات مرورية واسعة، في وقت يعاني فيه الجيش الإسرائيلي من نقص حاد في عدد الجنود، إضافة إلى ضغوط نفسية متزايدة بين أفراد الاحتياط نتيجة الحرب المتواصلة على قطاع غزة.
وذكرت القناة 12 العبرية أن سبب الاحتجاج هو اعتقال الشاب الحريدي يتسحاق ريفيفو، الذي يُصنّف كفارّ من التجنيد، بعد أن كان قد تمكن في وقت سابق من الهروب من الشرطة العسكرية بمساعدة محتجين قلبوا آنذاك إحدى مركبات الشرطة.
وأضافت القناة أن الشرطة العسكرية حاولت اعتقال ريفيفو قبل نحو شهر في مدينة رامات غان وسط البلاد، إلا أن متظاهرين استجابوا لنداءات أطلقتها منظمات داعمة للفارين من التجنيد، واندلعت مواجهات أدت إلى قلب مركبة عسكرية، ما أتاح له الفرار. غير أن محققي الشرطة العسكرية ألقوا القبض عليه الأسبوع الماضي أمام منزله، وحُكم عليه بالسجن لمدة 17 يومًا.
وتأتي هذه الاحتجاجات في سياق تصعيد متواصل من قبل الحريديم ضد التجنيد الإجباري، عقب قرار المحكمة العليا الإسرائيلية في 25 حزيران/يونيو 2024، الذي ألزم أبناء الطائفة بالخدمة العسكرية، ومنع تقديم الدعم المالي للمؤسسات الدينية التي يرفض طلابها أداء الخدمة.
وشهدت الأشهر الأخيرة مواجهات متكررة بين الشرطة والحريديم، كان من أبرزها أحداث حي “روميما” في القدس الغربية في 18 كانون الأول/ديسمبر الجاري، حيث أُصيب 13 شرطيا خلال احتجاجات عنيفة شملت رشق الحجارة ومهاجمة مركبات الشرطة، إضافة إلى الاعتداء على حافلة تقل جنودًا.
وأعلنت الشرطة حينها اعتقال أربعة مشتبه بهم، مؤكدة استمرار جهودها لمنع اتساع رقعة الاحتجاجات.
ويشكّل الحريديم نحو 13% من سكان إسرائيل، ويعارضون الخدمة العسكرية بدعوى تكريس حياتهم لدراسة التوراة، معتبرين أن الاندماج في المجتمع العلماني يهدد نمط حياتهم الديني. وعلى مدى عقود، حصل معظمهم على تأجيلات متكررة للتجنيد حتى بلوغ سن الإعفاء، المحدد حاليًا بـ26 عامًا.
وتتصاعد في المقابل الانتقادات داخل إسرائيل لحكومة بنيامين نتنياهو، بسبب استمرار إعفاء الحريديم من التجنيد، في وقت يواجه فيه الجيش تحديات غير مسبوقة ونقصًا حادًا في القوى البشرية.