القدس المحتلة - مصدر الإخبارية
تسلل مستوطنون إسرائيليون، اليوم الاثنين، إلى الأراضي السورية عبر منطقة هضبة الجولان المحتلة، في ثاني حادثة من نوعها خلال أقل من 24 ساعة، وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي.
وقال الجيش في بيان إن بلاغًا ورد عن مواطنين إسرائيليين اجتازوا الحدود إلى داخل الأراضي السورية، مشيرًا إلى أن قواته تحركت فورًا إلى المكان، وعثرت على المتسللين وأعادتهم إلى إسرائيل، حيث سيتم تسليمهم للشرطة لاستكمال الإجراءات القانونية بحقهم.
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، فإن سبعة أو ثمانية مستوطنين ينتمون إلى حركة تُعرف باسم “رواد الباشان” هم من نفذوا عملية التسلل، مؤكدة أن قوات الفرقة 210 أعادتهم “في اللحظات الأخيرة” قبل تعمقهم داخل الأراضي السورية.
وأضافت الهيئة أن المجموعة نفسها حاولت مساء الأحد عبور الحدود، حيث ألقت قوات الجيش القبض عليهم وسلمتهم للشرطة التي أفرجت عنهم ليلًا، قبل أن يعودوا مجددًا بعد ظهر اليوم التالي ويدخلوا الأراضي السورية مرة أخرى.
وتدعو حركة “رواد الباشان” إلى إقامة مستوطنة إسرائيلية داخل سوريا، وسبق لأفراد منها أن تسللوا إلى الأراضي السورية في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. كما وقّع مستوطنون عريضة تطالب المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغر (الكابينيت) بإقرار الاستيطان في منطقة يطلقون عليها اسم “باشان” داخل سوريا، بزعم “تعزيز السيادة الإسرائيلية”.
وتأتي هذه الحوادث في سياق تصعيد إسرائيلي مستمر في الجنوب السوري، حيث تتوغل قوات الجيش الإسرائيلي بشكل شبه يومي، وتنفذ اعتقالات بحق مدنيين، وتدمر مزروعات، وتنصب حواجز عسكرية، إضافة إلى شن غارات جوية أسفرت عن مقتل مدنيين وتدمير مواقع ومعدات تابعة للجيش السوري.
ومنذ عام 1967 تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، كما استغلت التطورات التي أعقبت الإطاحة بنظام بشار الأسد أواخر عام 2024 لاحتلال المنطقة السورية العازلة.
وفيما تتفاوض دمشق وتل أبيب للتوصل إلى اتفاق أمني، تشترط الحكومة السورية عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الثامن من كانون الأول/ديسمبر 2024، محذّرة من أن استمرار الانتهاكات الإسرائيلية يعرقل جهود استعادة الاستقرار وجذب الاستثمارات وتحسين الوضع الاقتصادي في البلاد.