أعرب الرئيس اللبناني جوزاف عون، الجمعة، عن تعويل بلاده على الدور السياسي لمصر في دعم لبنان خلال المرحلة الصعبة التي يمر بها، وذلك خلال لقائه رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي والوفد المرافق له في قصر الرئاسة شرق بيروت.
وأشار عون إلى ضرورة تفعيل عمل اللجنة العليا المشتركة بين لبنان ومصر، واعتبره خطوة مهمة لمصلحة البلدين، معربًا عن تمنياته بنجاح جهود تثبيت الاستقرار في لبنان وإحلال السلام في المنطقة.
من جانبه، أكد مدبولي أن الهدف من زيارته هو نقل رسالة دعم مصر الكامل للبنان رئاسة وحكومة وشعبًا، مشددًا على دعم القاهرة لكل الخطوات التي تقوم بها السلطات اللبنانية لتحقيق الاستقرار وبسط الجيش والمؤسسات سيطرتها على كامل الأراضي اللبنانية.
وأوضح مدبولي أن الزيارة تهدف أيضًا إلى تفعيل عمل اللجنة العليا المشتركة التي انعقدت في القاهرة الشهر الماضي لأول مرة منذ ست سنوات، ومناقشة أوجه التعاون في مجالات الطاقة والكهرباء والغاز والصناعة والنقل، إضافة إلى استعداد مصر والقطاع الخاص لتقديم دعم لمشاريع إعادة الإعمار في جنوب لبنان المتضرر من العدوان الإسرائيلي.
وجدد مدبولي إدانة مصر لكل الاعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان، مؤكداً دعم بلاده الكامل لسيادة لبنان وفق القرار الأممي رقم 1701، الذي ينص على وقف العمليات القتالية بين "حزب الله" وإسرائيل وإنشاء منطقة خالية من السلاح جنوب لبنان، مع بقاء الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان.
كما التقى مدبولي رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، وناقش معه تطورات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، والعلاقات الثنائية بين البلدين.
تأتي زيارة مدبولي في ظل جهود دولية وعربية لخفض التصعيد في جنوب لبنان ومنع انزلاق الوضع إلى مواجهة واسعة مع إسرائيل، في وقت تتواصل فيه الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان بين أكتوبر 2023 وسبتمبر 2024، وأسفر عن مقتل أكثر من 4 آلاف شخص وإصابة نحو 17 ألفًا، إلى جانب احتلال تل إسرائيل لخمس تلال لبنانية ومناطق أخرى منذ عقود.