قطاع غزة_مصدر الاخبارية:
قال الباحث السياسي الفلسطيني أحمد الطناني إن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة محاصرة بين الرغبة أميركية المعلنة في الانتقال إلى مسار سياسي يضمن تثبيت الهدنة وفتح الطريق أمام إعادة الإعمار، وأخرى إسرائيلية واضحة في إبقاء المشهد معلقاً، واستخدام كل ثغرة ممكنة لإدامة السيطرة العسكرية ومنع أي تحول حقيقي في واقع قطاع غزة.
واضاف الباحث أنه "في ظل الرغبتين الأميركية والاسرائيلي يبقى الاتفاق في حالة انتظار تستهلك الوقت وتُبقي غزة أسيرة واقع ما بعد الإبادة، بلا أفق سياسي حقيقي".
وأشار إلى أن "اشتراط إسرائيل استعادة آخر الجثامين قبل أي تقدم، وتعثر تشكيل القوة الدولية، وضبابية التفويض الممنوح والتشكيل الفعلي لمجلس السلام، وتعدد الرؤى الأميركية، والإقليمية، كلها عوامل تجعل من المرحلة الثانية عنواناً بلا مضمون حتى الآن".
وبين أن "الآليات غير مكتملة، والإرادة السياسية غير موحدة، والبيئة الإقليمية لا تزال تتعامل مع غزة كمساحة نفوذ وتجاذب، أكثر من كونها مساحة التزام جماعي بحل مستدام".
ولفت إلى أنه "على الرغم من ذلك، فلا يمكن القول إن الأبواب مغلقة بالكامل، فالموقف الأميركي -مهما بدا متردداً- يُدرك أن استمرار التعطيل الإسرائيلي يقوض مصداقية واشنطن، ويهدد بتحولات إقليمية غير مرغوبة، كما أن الأطراف الفلسطينية قدمت في القاهرة تصوراً عملياً يستند إلى الحد الأدنى من الواقعية السياسية، ويمهد –إذا توفرت إرادة دولية– لبدء خطوات تنفيذية تعيد تحريك الاتفاق من حالة الجمود الحالية".
وشدد على أن "العامل الحاسم يبقى في النهاية مرتبطاً بمدى استعداد الولايات المتحدة لاستخدام أدوات الضغط على إسرائيل، وبالقدرة على تحويل الخطط النظرية إلى إجراءات ملموسة تجبر تل أبيب على الالتزام بتسلسل الاتفاق كما هو، لا كما ترغب".
ونوه إلى أنه "حتى يأتي ذلك الوقت، ستظل المرحلة الثانية معلقة بين الحسابات السياسية الإسرائيلية والقيود الميدانية، وبين الرغبة الدولية بالاستقرار ورغبة إسرائيل بإبقاء غزة في حالة لا سلم ولا حرب".
ونبه إلى أن "مستقبل الاتفاق في الأسابيع المقبلة سيعتمد على ما إذا كانت واشنطن ستكتفي بإدارة الأزمة، أو أنها ستسعى فعلياً إلى إنهائها".
وختم: "في كل الأحوال، يبقى المؤكد أن غزة تحتاج قبل كل شيء إلى قرار جدي ينهي الحرب نهائياً ويعيد الحياة إلى مسارها الطبيعي، بعيداً عن الحسابات الانتخابية الإسرائيلية والأوراق التكتيكية، التي تُستخدم لإبقاء القطاع عالقاً في مربع الانهيار".