استعرضت غرفة العمليات الحكومية للتدخلات الطارئة في المحافظات الجنوبية، اليوم الأربعاء، خطة وزارة الزراعة للتعافي وإعادة الإعمار في قطاع غزة، وذلك بحضور وزير الزراعة رزق سليمية، في إطار الجهود الحكومية الرامية إلى تنسيق العمل مع الشركاء المحليين والدوليين ودعم مسار التعافي المبكر بعد الحرب.

وتضمنت الخطة تقييماً شاملاً للأضرار الجسيمة التي لحقت بالقطاع الزراعي والنظام الغذائي في قطاع غزة، إضافة إلى وضع تدخلات مرحلية تهدف إلى الانتقال من الاستجابة الطارئة إلى التعافي المستدام، وتعزيز الأمن الغذائي وصمود المجتمع المحلي.
وبيّنت الخطة، استنادًا إلى تقديرات منظمة الأغذية والزراعة (FAO) وصور الأقمار الصناعية للأمم المتحدة، أن الأضرار شملت تضرر نحو 130 ألف دونم من الأراضي الزراعية، وأكثر من 10 آلاف دونم من البيوت المحمية، إضافة إلى تضرر أكثر من ألفي بئر زراعي، إلى جانب خسائر كبيرة في الثروة الحيوانية والسمكية والبنية التحتية الزراعية.
وأظهرت بيانات تقييم الأضرار والاحتياجات أن الخسائر والأضرار في القطاع الزراعي والنظام الغذائي بلغت نحو 3.4 مليار دولار، فيما قُدّرت احتياجات التعافي وإعادة الإعمار بحوالي 10 مليارات دولار.

وتستند خطة التعافي إلى الخطة الحكومية والخطة العربية لإعادة إعمار غزة، واستراتيجية وزارة الزراعة للأعوام 2025–2027، مع التركيز على مبادئ الاستدامة، وتعزيز الصمود، وتنويع الإنتاج الزراعي، وتوسيع الشراكات الدولية، والاستفادة من التكنولوجيا والطاقة المتجددة.
وتشمل الخطة برنامجين رئيسيين؛ برنامج الأمن الغذائي، الذي يركز على إعادة تأهيل أنظمة توزيع الغذاء وتقليل الاعتماد على المساعدات، وبرنامج استعادة الإنتاج الزراعي والأسواق، الذي يستهدف إعادة تأهيل الأراضي وإدارة المياه وتطوير الثروة الحيوانية والسمكية ودعم سلاسل القيمة.
كما تتضمن الخطة تدخلات فورية خلال الأشهر الستة الأولى، تشمل مساعدات غذائية عاجلة، وتوفير مدخلات الإنتاج، وإعادة تأهيل البنية التحتية الزراعية، وبرامج النقد مقابل العمل، إلى جانب تدخلات طويلة الأمد لإعادة الإعمار الشامل.
وأكد وزير الزراعة رزق سليمية أن الزراعة تمثل أولوية وطنية في جهود الطوارئ والتعافي، داعيًا الشركاء الدوليين إلى دعم الخطة والضغط لرفع القيود المفروضة على إدخال مدخلات الإنتاج الزراعي إلى قطاع غزة.
من جانبها، شددت رئيسة غرفة العمليات الحكومية سماح حمد على أن استمرار القيود الإسرائيلية على إدخال المساعدات والمستلزمات الأساسية يشكّل العائق الأكبر أمام جهود الإغاثة والتعافي المبكر وإعادة الإعمار، مؤكدة الدور المحوري للقطاع الزراعي في توفير الغذاء وفرص العمل وتعزيز صمود المجتمع الغزي.
