حددت دراسة علمية جديدة سبباً محورياً وراء الانخفاض الملحوظ في خصوبة النساء بعد منتصف الثلاثينات، حيث كشفت أن التراجع الحاد يبدأ مع انخفاض مستويات بروتين "الكوهيسين"، المسؤول عن تثبيت الكروموسومات داخل البويضات.
وبحسب الدراسة التي أجراها علماء من جامعة جيلين في الصين على أكثر من 15 ألف جنين نتجوا عن عمليات التلقيح الصناعي، فإن النساء بين 20 و32 عاماً يواجهن خطأ كروموسومياً في بويضة واحدة تقريباً من كل خمس بويضات. لكن بعد سن 32 يبدأ معدل الأخطاء بالارتفاع بسرعة، ليصل في منتصف الثلاثينات إلى أكثر من نصف البويضات.
وأظهرت النتائج أن مستويات "الكوهيسين" تتراجع مع التقدم في السن، حيث تحتوي بويضات النساء فوق سن الأربعين على ثلث كمية هذا البروتين مقارنة بالنساء في العشرينات، ما يؤدي إلى انفصال مبكر أو خاطئ للكروموسومات ويزيد احتمالات الإجهاض والعقم وظهور حالات مثل متلازمة داون. وأكد الباحثون أن النمط ذاته ظهر لدى الفئران، إذ فقدت أكثر من 95% من الكوهيسين بحلول عمر يعادل منتصف الثلاثينات لدى البشر.
وأشار فريق الدراسة إلى أن انخفاض هذا البروتين يضعف أيضاً قدرة البويضات على إصلاح الحمض النووي، ما يرفع نسبة الطفرات والمشكلات الوراثية. ورغم أن تقنيات مثل تجميد البويضات والتلقيح الصناعي توفر حلولاً نسبية، يرى الباحثون أن فهم آلية تراجع الخصوبة قد يفتح المجال مستقبلاً لأساليب تبطئ هذه العملية الطبيعية.
ويأتي هذا الاكتشاف في وقت يشهد العالم انخفاضاً غير مسبوق في معدلات الخصوبة، وفق تقرير صادر عن صندوق الأمم المتحدة للسكان في يوليو الماضي.