فرضت السلطات السورية، الأحد، حظر تجول في مدينة حمص بعد تصاعد التوترات الأمنية إثر موجة من أعمال العنف والهجمات الانتقامية التي طالت أحياء سكنية. وبدأ الحظر من الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي، مع انتشار كثيف لوحدات الجيش وقوات الأمن الداخلي في شوارع المدينة، خصوصًا ضاحية الباسل وحي المهاجرين.
وجاءت هذه الإجراءات بعد هجمات نفذها مسلحون من قبيلة بني خالد، شملت إحراق منازل وتخريب محال تجارية وإطلاق نار عشوائي أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من السكان، في ظل غياب الإجراءات الأمنية الفورية في الساعات الأولى من التصعيد.
يأتي ذلك بعد جريمة قتل مروعة في بلدة زيدل جنوب حمص، حيث عُثر على رجل وزوجته من نفس القبيلة مقتولين داخل منزلهما، وأحرقت جثة الزوجة ووضعت عبارات ذات طابع طائفي في موقع الحادثة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقد أثار الحادث موجة غضب واسعة داخل العشيرة، التي ردّت بهجوم على أحياء ذات غالبية علوية، ما تسبب في حالة فوضى وهلع بين السكان، خاصة مع خروج الطلاب من المدارس.
وأكدت المصادر أن القوات الأمنية منعت حركة الطلاب في بعض المناطق لضمان سلامتهم، فيما تواصل الجهات الرسمية محاولاتها لاحتواء التصعيد وإعادة الاستقرار إلى المدينة.
وبحسب المرصد السوري، ارتفع عدد ضحايا أعمال الانتقام والقتل خارج القانون منذ مطلع 2025 إلى أكثر من 1150 قتيلاً في مختلف المحافظات السورية.