افتتحت، السبت، أول قمة لمجموعة العشرين تُعقد في القارة الإفريقية، وسط برنامج عمل طموح يركز على معالجة أزمات تعاني منها الدول الأكثر فقراً، وذلك رغم المقاطعة الأميركية التي فرضت نفسها على أجواء الاجتماع الذي تستضيفه جنوب إفريقيا للمرة الأولى.
ورغم غياب الولايات المتحدة، تم اعتماد الإعلان الختامي للقمة بالإجماع، حيث أكد قادة المجموعة التزامهم بتحقيق سلام عادل وشامل ودائم في مناطق الصراع، بما في ذلك السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية والأراضي الفلسطينية المحتلة وأوكرانيا. كما شدد الإعلان على خطورة التغير المناخي، في موقف رأى مراقبون أنه يحمل رداً مباشراً على الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يشكك في دور النشاط البشري في ارتفاع درجات الحرارة.
وقال المتحدث باسم الرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا إن اعتماد الإعلان جاء بإجماع الدول الحاضرة، مضيفاً أن القمة ماضية في تنفيذ أجندتها الرامية لدعم الاستقرار العالمي وتعزيز التنمية في الدول النامية.
أوكرانيا تتصدر النقاشات
ورغم غياب واشنطن، طغت الخطة الأميركية لإنهاء الحرب في أوكرانيا على المناقشات، حيث عقد القادة الأوروبيون اجتماعات مكثفة مع نظرائهم من كندا واليابان وأستراليا لبحث تعديلات على المقترح الأميركي.
وبحسب مصادر أوروبية، يعمل كبار القادة على جعل الخطة الأميركية "أكثر قابلية للتطبيق"، مع استمرار الانقسامات حول كيفية إنهاء الحرب المستمرة منذ نحو أربع سنوات.
تحذيرات من “خطر يهدد المجموعة”
وفي كلمة لافتة، حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن مجموعة العشرين باتت "في خطر"، مؤكداً صعوبة التوصل إلى حلول للأزمات الدولية ضمن إطار المجموعة، خصوصاً في ظل غياب بعض الأعضاء المؤثرين.
من جانبه، كشف المستشار الألماني فريدريش ميرتس عن اتفاقه مع الرئيس الأميركي على "خطوة تالية" في ملف أوكرانيا، خلال مكالمة هاتفية جرت مساء الجمعة.
وتضم مجموعة العشرين 19 دولة إضافة إلى الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي، وتمثل نحو 85% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وثلثي سكان العالم.
وأكد رامافوزا أن التعددية هي السبيل الوحيد لمواجهة التهديدات العالمية، مشيراً إلى أن الاتفاق على الإعلان المشترك يعد "إشارة قوية إلى قدرة التعددية على تحقيق نتائج".
عدم المساواة وأزمة ديون إفريقيا
ركزت جنوب إفريقيا خلال رئاستها للقمة على ملف التفاوت الاقتصادي بين الدول، واقترحت تشكيل لجنة دولية لمعالجة القضية على غرار اللجنة الأممية المختصة بتغير المناخ.
كما يناقش جدول أعمال القمة، التي تستمر حتى الأحد، عدداً من الملفات الحيوية للقارة الإفريقية، أبرزها تخفيف الديون، والمعادن النادرة الضرورية للانتقال الطاقي، إضافة إلى قضايا الذكاء الاصطناعي، التي تزداد أهميتها عالمياً.