يشهد جمع التبرعات للمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة انخفاضًا كارثيًا منذ إعلان وقف إطلاق النار في أكتوبر/تشرين الأول، وفق المنظمين الذين يديرون مبادرات تطوعية عبر منصات التمويل الجماعي لدعم الأسر المحتاجة في ملاجئ مؤقتة وتعاني من المرض والجوع وسوء التغذية. وفق تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية.
أوضحت ميغان هول، من أستراليا، التي تدير 95 صندوقًا للمساعدة المتبادلة، أنها جمعت أكثر من 200 ألف دولار منذ فبراير/شباط 2024، لكنها لاحظت انخفاضًا كبيرًا في التبرعات بعد وقف إطلاق النار، إذ انخفض الدعم من حوالي 5,000 دولار أسبوعيًا أثناء الحرب إلى 2,000 دولار في أكتوبر. ووصفت الوضع بـ"الكارثي"، معتبرة أن وقف إطلاق النار أعطى انطباعًا بأن الفلسطينيين لم يعودوا بحاجة للمساعدة.
وأوضح منظمون آخرون أن انخفاض التبرعات طال جميع الحملات الصغيرة التي تعتمد على دعم المتطوعين ووسائل التواصل الاجتماعي، بينما شهدت منظمات أكبر مثل "مطبخ غزة للحساء" انخفاضًا بنسبة 51% في التمويل بين سبتمبر وأكتوبر، رغم تقديم 10,000 وجبة يوميًا.
وقالت أليسون غريفين من منظمة "أنقذوا الأطفال" بالمملكة المتحدة إن التسويق يصبح أقل فعالية عند ضعف التغطية الإعلامية، فيما بقيت التبرعات من المانحين الكبار صامدة، لكن الحاجة الإنسانية في غزة لا تزال ماسة.
ويشير تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن أكثر من 70% من سكان غزة، أي نحو 1.9 مليون شخص، محاصرون في مناطق معرضة للأمطار والرياح القوية والأمواج الساحلية، وسط بنية تحتية مدمرة، ونقص حاد في الموارد الأساسية، بما في ذلك الطعام والمسكن والملابس الشتوية.
ويعكس واقع عائلة أحمد الديب، البالغ من العمر 28 عامًا، من غزة، صعوبة الوضع، إذ يعتمد على صندوق المساعدة المتبادلة لإطعام وإسكان عائلته المكونة من 14 فردًا، لكنه شهد انخفاض التبرعات من 3,000 دولار في سبتمبر إلى 150 دولارًا فقط في نوفمبر، ما دفعه إلى الاقتراض لمواجهة إيجار الخيمة وسط الشتاء القارس.
ويشير المنظمون إلى أن انخفاض التبرعات يعود إلى اعتقاد عام بأن الأزمة انتهت، فضلاً عن الضغوط المالية على المتبرعين، وإغلاق الحكومة في بعض الدول، وغلاء المعيشة، وتحجيم انتشار الحملات على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب خوارزميات المنصات، ما يزيد صعوبة وصول الدعم إلى المتضررين.
ويبقى ملايين الفلسطينيين في غزة أمام شتاء صعب، وسط دمار شبه كامل للبنية التحتية، ونقص مستمر في الغذاء والمأوى والرعاية الصحية، رغم وقف إطلاق النار، مما يبرز الحاجة الملحة للتبرعات الدولية والدعم الطارئ.