حذّر برنامج الغذاء العالمي، الجمعة، من استمرار الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة، مؤكدًا أن آلاف العائلات لا تزال تواجه نقصًا حادًا في السيولة المالية يمنعها من شراء احتياجاتها الأساسية، حتى مع توفر بعض السلع بشكل محدود في الأسواق.
وأوضح البرنامج في تقريره أن السكان يفتقرون إلى الموارد اللازمة لتأمين الغذاء والمستلزمات الأساسية، مشيرًا إلى أن قدرتهم على الوصول إلى حاجاتهم اليومية شبه معدومة بسبب انهيار الاقتصاد المحلي، توقف مصادر الدخل، وغياب المساعدات النقدية.
وأشار التقرير إلى أن الكثير من الأسر التي نجت من القصف تواجه معركة جديدة، تتمثل في الجوع وارتفاع الأسعار التي تجاوزت قدرة المواطنين الشرائية، مع دخول بعض السلع والخضروات والفواكه عبر المعابر المحدودة. وأضاف البرنامج أن ارتفاع الأسعار يعود إلى الندرة، صعوبة النقل، واستغلال التجار للوضع الاقتصادي المنهار، ما يجعل المنتجات المتاحة "خارج متناول الغالبية العظمى".
وأكد التقرير أن أسواق غزة تعاني من تضخم غير مسبوق، حيث تجاوزت أسعار الخضروات الأساسية ثلاثة إلى أربعة أضعاف مستويات ما قبل الحرب، بينما أصبحت الفواكه سلعة فاخرة لا يستطيع اقتناؤها إلا القليل من السكان.
وبالرغم من توقف الغارات الجوية وفق وقف إطلاق النار، شدد برنامج الغذاء العالمي على أن قتل الفلسطينيين ما زال مستمرًا في غزة نتيجة الاشتباكات المتقطعة، إطلاق النار في مناطق التماس، واستمرار انهيار الخدمات الصحية، مما يؤدي إلى وفاة العديد من الجرحى لعدم تمكنهم من الحصول على العلاج.
ودعا البرنامج الأممي إلى تعزيز التدفقات الإنسانية بشكل عاجل، وزيادة إدخال المساعدات الغذائية والمواد الأساسية، مع التركيز على المساعدات النقدية التي تمكن الأسر من شراء احتياجاتها مباشرة ودعم الأسواق المحلية.
وأكد برنامج الغذاء العالمي أن "من دون تدفق منتظم وآمن للمساعدات، ومن دون قدرة الناس على شراء الغذاء، فإن وقف إطلاق النار لن يكون كافيًا لإنقاذ الأرواح"، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحرك سريع لتجنب مزيد من التدهور في الوضع الإنساني داخل القطاع.