رحب المركز الدولي للعدالة من أجل الفلسطينيين (ICJP) بقرار هيئة الجمعيات الخيرية البريطانية إصدار تحذير رسمي ضد منظمة "مزراحي بريطانيا"، وذلك بعد الشكوى التي قدمها المركز وطلبه فتح تحقيق في أنشطة المنظمة.
وأوضحت الشكوى أن المنظمة تورطت في جمع تبرعات لصالح جيش الاحتلال الإسرائيلي، واستضافت شخصيات معروفة بخطاب الكراهية، وهو ما يعد خرقًا واضحًا لمتطلبات الهيئة البريطانية.
وخلال سبعة أشهر من التحقيق، أنهت الهيئة تحقيقها وأصدرت تحذيرًا رسميًا بموجب المادة 75A من قانون الجمعيات الخيرية لعام 2011، كما وضعت المنظمة على القائمة الحمراء عبر موقعها الإلكتروني، مع إلزامها بتنفيذ إجراءات تصحيحية محددة قبل إغلاق الملف. وسيظل التحقيق مفتوحًا إلى حين التزام أمناء المنظمة بالشروط المطلوبة بالكامل.
وأكد المركز أن التحقيق أظهر أن "مزراحي بريطانيا" دعت مرارًا إلى التبرع لجنود إسرائيليين مشاركين في العمليات العسكرية، بما في ذلك توفير معدات قتالية، مثلما فعلت في 10 يوليو 2024 عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك. وبيّن المركز أن تقديم أي مساعدات أو إمدادات عسكرية لقوة أجنبية لا يعد غرضًا خيريًا، وفق المادة 3 من قانون الجمعيات لعام 2011، وأن هذه الأنشطة تتناقض مع أهداف المنظمة المعلنة، مثل "تعزيز التعليم والقيادة بين الشباب اليهودي".
كما وثق ICJP استضافة المنظمة لشخصيات معروفة بخطاب الكراهية، من بينهم:
-
يهودا غليك، عضو الكنيست السابق، الذي وصف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة بأنها "معركة إلهية تتطلب النصر الكامل".
-
الصحفية سيفان رحاف-مئير، التي ربطت الفلسطينيين في غزة بالإرهاب في تصريحات لها على بودكاست "18Forty" يوليو 2024.
ورأى المركز أن التحذير الرسمي يمثل خطوة مهمة لتطبيق القانون ومنع استغلال صفة "العمل الخيري" في تمويل الأنشطة العسكرية أو الترويج لخطاب الكراهية، مؤكدًا استمراره في متابعة أنشطة المنظمة لضمان عدم تكرار هذه الانتهاكات.
وأشار المركز إلى تقديم شكاوى مماثلة بحق جمعيات أخرى تعمل في بريطانيا، بانتظار نتائج الهيئة بشأنها.
وقال متحير أحمد، رئيس الدائرة القانونية في ICJP: "التحذير الرسمي دليل واضح على أن Mizrachi UK انتهكت واجباتها كجمعية مسجلة، ولن يغلق ملفها إلا بعد استكمال جميع الإجراءات التصحيحية المطلوبة".
وأضاف: "هذا يؤكد التزام المركز بالدفاع عن حقوق الفلسطينيين من خلال الرقابة والمساءلة الصارمة، وسنواصل مواجهة أي سلوكيات أو خطاب يهدد حقوقهم أو إنسانيتهم".
واختتم البيان بالتذكير بأن المركز الدولي للعدالة من أجل الفلسطينيين مؤسسة مستقلة تضم محامين وسياسيين وأكاديميين، وتهدف إلى حماية حقوق الفلسطينيين عبر الأدوات القانونية المتاحة.