استُشهد 28 فلسطينيًا على الأقل، بينهم 17 طفلًا وامرأة، وأصيب العشرات، في سلسلة غارات إسرائيلية مكثفة استهدفت، مساء الأربعاء، مناطق متفرقة من قطاع غزة، في واحدة من أكثر الهجمات دموية منذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار الهش.
وأفادت وزارة الصحة في غزة بأن الحصيلة الأولية بلغت 25 شهيدًا و77 مصابًا منذ ساعات العصر، قبل أن ترتفع لاحقًا مع انتشال مزيد من الضحايا من تحت الركام وفي مناطق تعرضت لقصف متزامن في مدينتي غزة وخانيونس.
وقال شهود عيان ومصادر طبية إن القصف طال خيام نازحين في منطقة المواصي غرب خانيونس، ما أسفر عن سقوط عدد كبير من الشهداء من العائلات التي فرت سابقًا من خطوط المواجهات، في وقت سجّلت فيه مدينة غزة الحصة الأكبر من الإصابات نتيجة ضربات جوية عنيفة استهدفت أحياء مكتظة بالسكان.
وزعمت إسرائيل أن قواتها تعرضت لإطلاق نار في خانيونس في "خرق لاتفاق وقف النار"، وقال الجيش الإسرائيلي إنه بدأ "الردّ" عبر استهداف واسع لما وصفه بمواقع تابعة لحماس، معلنًا اغتيال قائد كتيبة حي الزيتون في مدينة غزة. في المقابل، عدّت حركة حماس الهجمات "مجزرة متعمدة" ومحاولة من حكومة بنيامين نتنياهو لإعادة إشعال العدوان واستئناف العمليات العسكرية بعد أيام من الهدوء النسبي.
وبحسب بيانات وزارة الصحة، فقد بلغ عدد الشهداء منذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار 280 شهيدًا و672 إصابة، إلى جانب انتشال جثامين 571 شهيدًا من تحت الأنقاض خلال الفترة ذاتها، ما يعكس حجم الدمار غير المرئي ومأساة العائلات التي ما تزال مفقودة.
وفي خضم التصعيد، أعلنت إسرائيل وصول ألف طائرة عسكرية ضمن "جسر جوي غير مسبوق" خلال الحرب على غزة، في مؤشر على استمرار الاستعدادات العسكرية رغم الإعلان عن وقف النار. كما تواصل القصف المدفعي، مساء الأربعاء، على المناطق الشرقية من مدينة غزة، وسط تحليق كثيف للطائرات في أجواء القطاع.
