أدانت حركة حماس، مساء الثلاثاء، الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا جنوب لبنان، والتي أدت إلى استشهاد 13 شخصاً وإصابة آخرين، ووصفتها بأنها "مجزرة مروعة" بحق المدنيين.
وقالت الحركة في بيان إن الهجوم وقع في منطقة مكتظة بالسكان وقرب أحد المساجد، معتبرةً أنه اعتداء على المدنيين الفلسطينيين والسيادة اللبنانية، مؤكدة أن المخيمات الفلسطينية في لبنان لا تضم أي منشآت عسكرية.
ورفضت حماس تصريحات الجيش الإسرائيلي التي ادعى فيها أن الغارة استهدفت أفراداً من الحركة داخل "مجمع تدريبي" في منطقة عين الحلوة، مؤكدة أن الموقع المستهدف هو ملعب رياضي يرتاده الفتيان، وأن الضحايا كانوا من الشباب المتواجدين فيه لحظة القصف.
وقالت الحركة إن الغارة تأتي في سياق تصاعد الهجمات الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية ولبنان، محملةً إسرائيل "المسؤولية الكاملة" عن ما وصفته بالجريمة.
وفي السياق ذاته، أعلنت وكالة الأنباء اللبنانية أن 15 مدرسة في صيدا ستغلق أبوابها الأربعاء حداداً على ضحايا الهجوم، في حين شجبت "الجماعة الإسلامية" في المدينة الغارة، معتبرةً أنها امتداد لـ"مجازر إسرائيل المتنقلة" في المنطقة.
ودعت الجماعة الحكومة اللبنانية إلى اتخاذ خطوات لحث المجتمع الدولي، ولا سيما الدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار، على إلزام إسرائيل ببنود الاتفاق، مشيرةً إلى أن الصمت الدولي يشجع على استمرار الانتهاكات.
وكانت وزارة الصحة اللبنانية قد أعلنت في وقت سابق استشهاد 13 شخصاً جراء الغارة التي استهدفت مركز خالد بن الوليد داخل المخيم بثلاثة صواريخ، وسط استمرار نقل الجرحى إلى مستشفيات صيدا ونداءات للتبرع بالدم.
وجاء قصف مخيم عين الحلوة بعد غارتين بطائرتين مسيّرتين استهدفتا سيارتين في بنت جبيل وبلدة بليدا جنوب لبنان، ما أدى إلى مقتل شخصين.
ويعيد هذا الهجوم إلى الأذهان غارة مشابهة وقعت في أكتوبر/تشرين الأول 2024، حين استهدفت إسرائيل المخيم وقتلت ستة أشخاص، في أول عملية من نوعها منذ بدء المواجهات مع حزب الله في أكتوبر 2023.
ومنذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، تستمر إسرائيل في خرقه بشكل شبه يومي، ما تسبب باستشهاد وإصابة المئات، إضافة إلى استمرار سيطرتها على خمس تلال لبنانية في الجنوب ومناطق أخرى تحت الاحتلال منذ عقود.