القدس المحتلة - مصدر الإخبارية
بدأت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، محاكمة خطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، بتهمة "التحريض". وبحسب طاقم الدفاع، تنظر محكمة الصلح في القدس في لائحة الاتهام المقدمة منذ يوليو/تموز 2024، والتي تشمل ثلاث تهم تتعلق بكلمات ألقاها الشيخ في عزاء الشهيدين عدي التميمي في القدس ورائد خازم في جنين عام 2022، إضافة إلى نعيه رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس، إسماعيل هنية، خلال خطبة الجمعة عام 2024.
وتعد هذه الخطوة، وفق مؤسسات مقدسية وحقوقية، اعتداءً خطيرًا يستهدف المرجعية الدينية والوطنية في القدس، ويهدف إلى محاصرة صوت المسجد الأقصى وإسكات قياداته.
وأكد محامي الدفاع خالد زبارقة أن المحاكمة تشكل سابقة تاريخية، إذ لم يُقدَّم من قبل أي خطيب أو شخصية دينية بارزة بهذا الثقل إلى محكمة الاحتلال على خلفية خطاب ديني.
الشيخ عكرمة سعيد صبري يعد من أبرز الشخصيات الدينية والوطنية في القدس وفلسطين. وُلد في مدينة الخليل عام 1939، وتخرّج في كلية الشريعة بجامعة الأزهر، ثم حصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في الفقه الإسلامي.
تولّى الشيخ صبري منصب مفتي القدس والديار الفلسطينية بين عامي 1994 و2006 بقرار من الرئيس الراحل ياسر عرفات، وظلّ يشكل أحد أهم الأصوات الدينية المدافعة عن المسجد الأقصى والقدس.
يشغل اليوم منصب رئيس الهيئة الإسلامية العليا ورئيس مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس، كما يُعدّ الخطيب الرسمي للمسجد الأقصى المبارك.
يعرف الشيخ صبري بمواقفه الحازمة ضد مخططات التهويد، ووقوفه الدائم إلى جانب المقدسيين في قضاياهم، ما جعله هدفًا مستمرًا لسياسات الاحتلال، ومن بينها قرارات الإبعاد المتكررة عن المسجد الأقصى، واستدعاءات التحقيق، وفرض غرامات مالية.
يحظى الشيخ صبري بمكانة واسعة لدى الفلسطينيين والعالم الإسلامي، باعتباره أحد أبرز المدافعين عن هوية القدس وحماية المقدسات، وصوتًا دينيًا مؤثرًا يرفض الضغوط والتهديدات الإسرائيلية.