القدس المحتلة - مصدر الإخبارية
رأى تقرير جديد نشره "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، الاثنين، أن مقولة أن "تركيا هي إيران الجديدة" بالنسبة لإسرائيل إشكالية، لأنها تقلل من التهديد الإيراني الفعلي، مشيراً إلى استمرار العلاقات الدبلوماسية والتعاون الاستخباراتي المحدود بين البلدين، وكون تركيا عضواً في الناتو ولها علاقات قوية مع الغرب، دون مؤشرات على محاولتها إنشاء شبكات تنظيمية ضد إسرائيل.
وأكد التقرير أن الخطاب الإسرائيلي المعادي لتركيا يعكس تخوفات تل أبيب من دور أنقرة المتزايد في سوريا بعد سقوط الأسد وتأثيرها على تسويات غزة، خاصة في حال دخول قوات تركية ضمن قوة دولية إلى القطاع، رغم استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأجزاء من الأراضي السورية وعدم توقف إطلاق النار الكامل في غزة.
وأشار التقرير إلى "تفوق تركيا في شرق المتوسط وزيادة قوتها العسكرية"، ما يمنحها مكانة متنامية في واشنطن وعواصم غربية أخرى، وإلى خطاب أنقرة المتشدد بعد حرب غزة، واعتبر أن المشكلة الرئيسية تكمن في رؤية تركيا لدور حماس في المستقبل، مقابل رفض إسرائيل لأي دور تركي في تسوية القطاع. ومع ذلك، لعبت تركيا دوراً مهماً في ممارسة الضغوط على حماس للقبول بوقف إطلاق النار في أكتوبر.
وأشار التقرير إلى القلق الإسرائيلي من وجود عسكري تركي محتمل في وسط وجنوب سوريا وفرض قيود على عمليات سلاح الجو الإسرائيلي، بالإضافة إلى التأثير على طرق التجارة والطاقة في المنطقة، بما قد يضر بمشاريع إسرائيلية.
ورغم المقاطعة الاقتصادية التركية لإسرائيل منذ مايو 2024، استمرت التجارة بين الجانبين عبر دول ثالثة وتجار فلسطينيين، ما يدل على استمرار مصالح رجال الأعمال على الجانبين.
كما لفت التقرير إلى تزايد قوة الجيش التركي، وعمله على معالجة نقاط ضعفه بعد حرب الـ12 يوماً مع إيران، من خلال شراء طائرات "يوروفايتر تايفون"، تعزيز الدفاع الجوي، توسيع بناء الملاجئ، والسعي لتطوير منظومة شبيهة بالقبة الحديدية، إضافة إلى استعداد تركيا لصواريخ بالستية متوسطة وطويلة المدى للردع.
وأخيرا، أكد التقرير على أهمية دور الولايات المتحدة في تهدئة التوتر بين إسرائيل وتركيا، مشيراً إلى أن إسرائيل لن تليّن موقفها من نشر القوات التركية ضمن قوة دولية في غزة بسبب انعدام الثقة العميق بين الطرفين.