رحبت حكومة محمد حمدان دقلو، السبت، بزيارة لجنة تقصي الحقائق التابعة لمجلس حقوق الإنسان إلى المناطق الخاضعة لسيطرتها في السودان، معتبرة أن هذه الخطوة ستكشف "حقيقة الأوضاع على الأرض".
وقالت الحكومة في بيان إن الإفادات التي قُدمت في جلسة المجلس بشأن أحداث مدينة الفاشر وما حولها "قائمة على أخبار كاذبة ومقاطع مضللة" تم تداولها عقب سيطرة قواتها على الفاشر، التي كانت – وفق البيان – تحت سيطرة "جماعات الإسلام السياسي الإرهابية المتحالفة مع الإخوان والمليشيات الموالية لها".
وأضاف البيان أن "الجهات التي تعرقل جهود السلام وترفض الهدنة الإنسانية هي نفسها التي أشعلت الحرب وتريد استمرارها"، مؤكداً أن الحكومة "تمد يدها للسلام ولكن من موقع قوة".
ويأتي ذلك في وقت يرفض فيه الجيش السوداني، بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، أي هدنة أو اتفاق لوقف إطلاق النار. إذ أعلن البرهان تعبئة عامة ودعا القادرين على حمل السلاح للقتال، مؤكداً أن الحرب "لن تنتهي إلا بالقضاء على قوات الدعم السريع"، ومطالباً العالم بـ"جمع السلاح منهم لتحقيق السلام".
وبينما وافقت قوات الدعم السريع رسمياً على الخطة المقترحة من الرباعية الدولية (الولايات المتحدة، بريطانيا، السعودية، الإمارات) في 12 سبتمبر، والتي تتضمن هدنة إنسانية لثلاثة أشهر يليها اتفاق دائم لوقف النار، يواصل الجيش إرسال إشارات رافضة لهذه الجهود.
ويرى مراقبون أن قيادة الجيش تتعرض لضغوط من حلفاء داخليين ينتمون إلى تنظيم الإخوان، الذين يعارضون وقف الحرب amid اتهامات متزايدة لهم بالتحريض عليها بهدف إعادة ترتيب المشهد السياسي بعد سقوط حكمهم في ثورة أبريل 2019.
خلفية موسعة – سياق الحرب في السودان
-
اندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023 بعد صراع طويل على النفوذ داخل السلطة الانتقالية.
-
توسعت المعارك إلى معظم الولايات، خصوصاً الخرطوم ودارفور والجزيرة.
-
الفاشر هي آخر عاصمة ولائية كبرى ظلت خارج سيطرة الدعم السريع حتى منتصف 2024، قبل أن تسقط بعد معارك واسعة.
-
المجتمع الدولي يسعى لفرض هدنة إنسانية، لكن مواقف طرفي النزاع ما تزال متباعدة.
-
الجيش يربط أي اتفاق بـ"هزيمة الدعم السريع"، بينما تطالب الأخيرة بوقف حرب شامل وترتيبات سياسية.
-
ضغوط داخلية من بقايا النظام السابق تُعقّد موقف البرهان وتُضعف فرص نجاح المفاوضات.