حذّر جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، السبت، من كارثة إنسانية وارتفاع محتمل في عدد الوفيات مع اشتداد فصل الشتاء وتعاظم المنخفضات الجوية، في ظل الدمار الواسع الذي خلّفته حرب الإبادة الإسرائيلية واستمرار نزوح مئات الآلاف في خيام لا توفر الحد الأدنى من الحماية.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل، في تصريحات صحافية، إن الواقع في القطاع "صعب جدًا" مع استمرار هطول الأمطار بكميات كبيرة لليوم الثاني على التوالي، مشيرًا إلى أن المنخفض الجوي الحالي تسبب في غرق خيام للنازحين في عدة مناطق، بينها الزرقاء واليرموك والمناطق الخلفية لمستشفى المعمداني بمدينة غزة.
وأوضح بصل أن مخيمات الإيواء غرقت "بشكل كبير جدًا"، وأن المياه داهمت خيام النازحين، ما تسبب بأضرار واسعة للآلاف الذين يفتقرون إلى أبسط مقومات العيش. وأضاف: "ما تساقط على غزة اليوم من أمطار قليل جدًا… فماذا سيحدث إذا تعرضنا لمنخفض عميق أو قطبي لمدة أسبوع؟".
وأكد أن أي منخفض جوي أشد قد يؤدي إلى "أضرار كبيرة جدًا، وربما تسجيل حالات وفاة بشكل كبير"، مشددًا على أن الخيام لا توفر حماية من البرد أو الأمطار ولا يمكن أن تكون مكانًا آمنًا للأسر.
ودعا بصل المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى التحرك العاجل، محذرًا من أن التأخر في إدخال خيام مناسبة ومستلزمات إنقاذ "سيُفاقم الكارثة". وتساءل: "متى ستتحركون؟ هل بعد انتهاء فصل الشتاء؟".
كما نبّه إلى مخاطر إضافية تشمل غرق مبانٍ آيلة للسقوط وجثثًا غمرتها مياه الأمطار، في وقت يعاني فيه القطاع من حرمان كامل من مواد البناء بفعل الحصار وسياسات الاحتلال.