أكدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، الجمعة، رفضها التام لأي محاولة تهدف إلى فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، مجددة تمسكها بوحدة الأراضي الفلسطينية وإقامة الدولة المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وجاء موقف الحركة في بيان أصدرته بمناسبة الذكرى السنوية لإعلان الاستقلال الفلسطيني التي توافق 15 نوفمبر/ تشرين الثاني.
وشددت "فتح" على أن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يتنازل أو يساوم على حقوقه المشروعة في الحرية وتقرير المصير، محذّرة من أن استمرار "اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين" قد يدفع بالأوضاع في الضفة الغربية والقدس إلى حافة الانفجار. كما حمّلت الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن ما وصفته بـ"إرهاب المستوطنين" واعتداءاتهم على المواطنين وممتلكاتهم.
وطالبت الحركة الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب بالوفاء بتعهداتها، وعلى رأسها منع ضم الضفة الغربية، والضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف الاعتداءات وإنهاء الحصار المفروض على المدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية.
وفي الملف الغزّي، شددت "فتح" على ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية دون عوائق. وأكدت أن السلطة الوطنية الفلسطينية هي الجهة المخوّلة قانونيًا بإدارة القطاع، وأن أي لجنة أو جهة مؤقتة يجب أن تعمل تحت إشرافها.
ودعت الحركة الفصائل الفلسطينية إلى تحمّل مسؤولياتها الوطنية والابتعاد عن أي خطوات قد تُستغل لتنفيذ مخطط فصل غزة عن الضفة، معتبرة أن تمرير مثل هذا المخطط يمهّد لتصفية القضية الفلسطينية بالكامل.
ويأتي هذا الموقف في ظل الاتفاق الذي توصلت إليه إسرائيل وحركة "حماس" في 9 أكتوبر الماضي لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، استنادًا إلى خطة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي دخلت مرحلتها الأولى حيّز التنفيذ في اليوم التالي. وتضمنت المرحلة الأولى إعلان انتهاء الحرب، وانسحاب الجيش الإسرائيلي إلى "الخط الأصفر"، إضافة إلى تبادل الأسرى بين الجانبين.
وتنص الخطة على مرحلة ثانية لم يتم التوصل لاتفاق نهائي بشأنها، وتشمل نشر قوة دولية في قطاع غزة، وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية، ونزع سلاح "حماس"، وتشكيل جهاز إدارة مؤقت تحت اسم "مجلس السلام" برئاسة ترامب.
وكان اتفاق وقف النار قد أنهى حربًا وصفت بأنها إبادة جماعية استمرت عامين منذ أكتوبر 2023، وأسفرت عن أكثر من 69 ألف شهيد و170 ألف مصاب، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى تدمير 90 بالمئة من البنية التحتية المدنية في القطاع.
واستحضرت "فتح" في بيانها ذكرى إعلان الاستقلال الذي أقرّه المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر عام 1988، وقرأه الرئيس الراحل ياسر عرفات، مؤكدة أن الوثيقة ما تزال تعبر عن ثبات الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل الحرية والدولة المستقلة.
وفي 15 نوفمبر من كل عام، يحيي الفلسطينيون داخل الأراضي الفلسطينية وفي مخيمات الشتات ذكرى إعلان الاستقلال، مجددين المطالبة بتطبيق القرارات الدولية التي تنص على حقهم في إقامة دولتهم رغم استمرار الاحتلال الإسرائيلي.