أعلن مكتب الإعلام الحكومي بغزة، الجمعة، عن تفاقم الكارثة الإنسانية التي يعيشها نحو مليون ونصف نازح في القطاع، بعدما أغرقت الأمطار الغزيرة خيامهم التالفة في ظل أجواء شتوية قاسية.
واجتاحت مياه المنخفض الجوي منذ ساعات الصباح مئات الخيام ومراكز الإيواء، ما فاقم الوضع المأساوي المستمر منذ عامين بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة. وقال المكتب الإعلامي الحكومي في بيان إن دخول الشتاء بقوة كشف هشاشة الخيام التي يعيش فيها النازحون، حيث غمرت المياه معظمها وتسببت الرياح العاتية في تمزيق ما تبقى.
وأضاف البيان أن مشاهد المعاناة التي نقلتها الكاميرات تعكس حجم الكارثة، إذ باتت آلاف الأسر بلا مأوى يحميها من المطر والبرد سوى خيام متضررة لا تصمد أمام الظروف الجوية.
وأكد المكتب أن سكان غزة يواجهون منذ عامين أوضاعاً إنسانية غير مسبوقة شملت انعدام الماء والغذاء والدواء والإيواء، مشيراً إلى أنه رغم وقف إطلاق النار، فإن الأوضاع لم تتغير بسبب استمرار إسرائيل في منع دخول المساعدات ومواد الإعمار والخيام والكرفانات.
وأوضح البيان أن القطاع يحتاج بشكل عاجل إلى 250 ألف خيمة و100 ألف كرفان لتوفير مأوى مؤقت للنازحين، خاصة مع انهيار المنازل المهددة بالسقوط وتلف معظم الخيام المتبقية.
وانتقد المكتب الحكومي ما وصفه بـ"الصمت الدولي" تجاه استمرار المماطلة الإسرائيلية في السماح بدخول المساعدات، محمّلاً جميع الأطراف مسؤولية ما قد يحدث للنازحين الذين باتوا يعيشون في العراء بشكل شبه كامل.
ودعا البيان الوسطاء والضامنين لاتفاق وقف إطلاق النار إلى التدخل الفوري، وحثّ الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي على الإسراع في إدخال المساعدات الإنسانية والطبية والإيوائية.
ويواجه النازحون أوضاعاً صعبة في ظل انعدام الخدمات الأساسية ونقص المستلزمات الضرورية، حيث تشير التقديرات الحكومية إلى أن 93% من خيام القطاع باتت غير صالحة للسكن نتيجة القصف أو التلف الطبيعي.
وخلفت الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 أكثر من 69 ألف شهيد و170 ألف جريح، إضافة إلى دمار واسع أصاب 90% من البنية التحتية، بخسائر تصل إلى 70 مليار دولار.