يعمل عدد من العمال الفلسطينيين بأيديهم وأوعية بلاستيكية على إزالة الرمال وبقايا الجص المتفتّت داخل قصر الباشا التاريخي في مدينة غزة، الذي تعرض لدمار كبير خلال العامين الأخيرين بسبب الحرب الإسرائيلية.
وارتدى نحو 12 عاملاً سترات فوسفورية أثناء جمع الركام وفرزه، حيث جُمعت الحجارة القابلة لإعادة الاستخدام في كومة، فيما وُضع الركام غير القابل للاستعمال في كومة أخرى، في ظل تحليق طائرة استطلاع إسرائيلية فوق الموقع.
وأشار الخبير في التراث الثقافي حمودة الدحدار، المشرف على أعمال الترميم، إلى أن أكثر من 70% من مباني القصر تضررت خلال الحرب الأخيرة، مؤكداً أن القصر يعد أحد أبرز المواقع المتضررة في المدينة.
وحتى أكتوبر 2025، وثّقت منظمة اليونسكو أضرارًا في 114 موقعًا تراثيًا منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، من بينها قصر الباشا، ودير القديس هيلاريون، والجامع العمري الكبير في غزة.
وأكد عصام جحا، مدير مركز حفظ التراث الثقافي، أن المشكلة الأساسية تكمن في نقص مواد البناء وصعوبة إدخالها إلى غزة بسبب الحصار، مضيفًا أن توقف الأعمال كان ضرورياً قبل وقف إطلاق النار بسبب خطر الطائرات المسيّرة.
بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، تمكنت الفرق من استئناف أعمال الترميم، وإنقاذ الحجارة الأثرية والقطع التي بقيت صالحة، بما في ذلك 20 قطعة تعود للعصور الرومانية والبيزنطية والإسلامية، من بين أكثر من 17 ألف قطعة كانت موجودة في القصر قبل تدميره.
وقال الدحدار: "التراث الثقافي الفلسطيني هو ذاكرة وهوية الشعب الفلسطيني. نحن لا نتعامل مع مبنى قديم فقط، بل مع مجموعة أبنية تعود إلى عصور مختلفة"، مشيرًا إلى أهمية استمرار الجهود لاستعادة وحفظ ما تبقى من التراث التاريخي للقطاع.
وتُظهر هذه الأعمال أن الحفاظ على التراث الثقافي الفلسطيني في غزة يواجه تحديات كبيرة، تشمل نقص المواد وقيود الحصار، لكنه يظل رمزا لهوية الشعب الفلسطيني وارتباطه بأرضه وتاريخه.




