القدس المحتلة_مصدر الاخبارية:
قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن الاتفاقيات الخاصة بوقف اطلاق النار في لبنان وغزة وصلت إلى نقطة حرجة وقد تنهار في أي لحظة.
وأضافت الصحيفة أن "الوصول لاتفاق في لبنان، استغرق الأمر ما يقرب من عام، في قطاع غزة أكثر من شهر بقليل، وقد وضعا حداً للحرب حتي الآن لكن تم الوصول إلى نقطة حرجة مع إعادة حزب الله وحماس تسليح نفسيهما".
وتابعت: "بدأ وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في 10 تشرين الأول/أكتوبر 2025، في مخطط تقرر فيه حل المشاكل الرئيسية بعد عودة الاسرى الاسرائيلين الأحياء، ثم القضايا الأخرى، مثل نزع سلاح حماس، لكن بسبب عدم القدرة على حل الخلافات، وفي ظل عدم إعادة جميع الأسرى القتلى، تظهر علامات استفهام حول مستقبل غزة".
وأشارت إلى أن بعض كبار المسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يشعرون بقلق عميق من انهيار خطته للسلام لمستقبل غزة، التي من المفترض أن تنهي القتال رسميا بين إسرائيل وحماس، بسبب صعوبات تنفيذ أجزاء رئيسية منها.
ووفقاً للصحيفة فإنه "بموجب المرحلة الأولى من الخطة، التي أعيد بموجبها جميع الأسرى الاحياء البالغ عددهم 20 شخصا، تسيطر إسرائيل على نحو 53 في المائة من غزة، بما في ذلك مناطق زراعية واسعة ورفح في الجنوب ومناطق من مدينة غزة، في حين تم دفع ما يقرب من مليوني فلسطيني إلى مخيمات الخيام وأنقاض المدن التي تسيطر عليها حماس".
وبحسبها فإنه لا توجد جداول زمنية أو آليات واضحة للتنفيذ المرحلة التالية من خطة ترامب، التي من المفترض أن تبدأ فقط بعد تسليم حماس جميع الرهائن القتلى التي تشمل انسحاب الجيش الإسرائيلي من الخط الأصفر، وإنشاء سلطة انتقالية مؤقتة، ونشر قوة أمنية متعددة الجنسيات، ونزع سلاح حماس.
ولفتت إلى أن "حماس لا تزال ترفض نزع سلاحها، وتعارض إسرائيل تدخل السلطة الفلسطينية، وهناك غموض يحيط بإنشاء القوة الدولية لتحقيق الاستقرار".
وقدر 18 مصدرا تحدثوا إلى رويترز، بينهم ستة أوروبيين ومسؤول أمريكي سابق، أن الخط الأصفر قد يصبح حدودا فعلية بين المنطقتين.
وحذرت مصادر غربية من أن قطاع غزة يمكن تقسيمه فعليا إلى منطقتين منفصلتين – واحدة تحت السيطرة الإسرائيلية والأخرى تحت سيطرة حماس – على خلفية الجمود في دفع خطة ترامب. وفقا لتقرير نشرته وكالة رويترز للأنباء، والذي استند إلى ستة مصادر أوروبية شاركت في الجهود ، فإن المرحلة التالية من الخطة متوقفة ، وإعادة الإعمار تركز فقط على الجانب الإسرائيلي من قطاع غزة. وحذرت المصادر من أن "عدم إحراز تقدم قد يؤدي إلى سنوات من الانفصال".
كما حصلت صحيفة بوليتيكو على وثائق تم توزيعها على كبار المسؤولين في واشنطن، تشير إلى أن المراحل التالية من الخطة غير واضحة. وفقا لتقرير على الموقع الأمريكي، تم تقديم الوثائق إلى كبار المسؤولين في عرض تقديمي خلال مؤتمر عقد الشهر الماضي في المقر الأمريكي في كريات جات، والذي تم إنشاؤه لمراقبة وقف إطلاق النار بقيادة الرئيس ترامب عن كثب.
وخلال المؤتمر، أثيرت مخاوف حول إمكانية نشر القوة الدولية لتحقيق الاستقرار في غزة.
وتبعاً لبوليتكو كانت إحدى الشرائح في العرض التقديمي تحتوي على سهم يربط بين المرحلتين الأولى والثانية من خطة ترامب، مع وضع علامة استفهام فوق هذا السهم – تعبيرا عن عدم اليقين المحيط بمستقبل المبادرة الدبلوماسية في قطاع غزة. وتم تقسيم العرض إلى ستة مواضيع، وبحسب التقرير، فإن الصعوبات التي تواجه ترامب وحلفاءه الأمريكيين في تحقيق الاستقرار في قطاع غزة والسلام الدائم بين إسرائيل وحماس تتناقض مع التصريحات العلنية والمتفائلة للرئيس والإدارة الأمريكية.
وقالت الصحيفة إنه مع ذلك، تم التأكيد على أن الوثائق المعروضة في المقر الأمريكي تشير إلى أن واشنطن ملتزمة بالاتفاق الذي قادته، رغم كل الصعوبات التي تنشأ على الأرض. وعرض أحد المخططات التي تم تقديمها في المؤتمر بالتفصيل خطط التدخل الأمريكية في غزة بما يتجاوز القضايا الأمنية، بما في ذلك إمكانية الإشراف على إعادة الإعمار الاقتصادي في غزة. تم تعريف هذه الخطط من قبل بوليتيكو على أنها "مهمة".
وقدم العرض وثيقة أخرى، كتبتها الإدارة الأمريكية على ما يبدو، تناولت "التهديدات للعمليات الإنسانية والأمنية في مناطق غزة التي لا تخضع لسيطرة حماس". تنص الوثيقة نفسها على أن "حماس تستغرق وقتا لاستعادة السيطرة في النهاية. أي تأخير يلعب لصالحه ". كما ذكرت الوثيقة أن إرهابيي التنظيم يستخدمون تكتيكات مختلفة، بما في ذلك الدعاية، لاستعادة السيطرة على قطاع غزة، وفي الوقت نفسه "تتلاشى المبادرات الدولية".
وأكد العرض المقدم في المؤتمر أن هناك حاجة ماسة وملحة لإنشاء قوة دولية لتحقيق الاستقرار، ولكن هناك العديد من التحديات والعقبات على طول الطريق. والأسئلة التي تثار بشأن القوة هي ما هي ولايتها القانونية، وما هي قواعد التدخل وإجراءات إطلاق النار، وكيف ومن سيتم تجميعها، وأين ستتمركز ومن سيشرف عليها. أما بالنسبة للسؤال الأخير ، فقد زعمت إحدى الشرائح في العرض أن الولايات المتحدة ستكون هي التي ستشرف على القوة.
وحول لبنان، قالت يديعوت أحرنوت إن وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان بدأ في 27 تشرين الثاني / نوفمبر 2024 ونص على أن ينزع سلاح الحزب وألا يكون عناصره بالقرب من الحدود مع إسرائيل وهما بندان تم انتهاكهما. وأضافت الصحيفة: "الآن ، بعد عام تقريبا من دخوله حيز التنفيذ ، أصبح في مرحلة حرجة".
وأكدت أنه "لا يمكن أن يستمر الوضع كما هو. كل شيء له حدود".
واشتدت هجمات القوات الجوية الاسرائيلية في لبنان في الأسابيع الأخيرة، حيث ذكرت رويترز في الخلفية أن إسرائيل تضغط على الجيش اللبناني "لاتخاذ يد أكثر صرامة" في نزع سلاح حزب الله، جزئيا من خلال تفتيش منازل خاصة في جنوب البلاد بحثا عن أسلحة. وبحسب التقرير، فقد أثير الطلب في الأسابيع الأخيرة ورفضته القيادة العليا للجيش اللبناني، التي تخشى أن مثل هذه الخطوة قد "تشعل صراعا داخليا" وتخريب استراتيجية نزع السلاح، التي يعتبرها الجيش "محسوبة ولكنها فعالة".
وبحسب تقرير رويترز، فإن لبنان واثق من أنه سيتمكن من إعلان جنوب البلاد خاليا من أسلحة حزب الله بحلول نهاية عام 2025، وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار. قال مسؤولان مدنيان لبنانيان مشاركان في عمليات الجيش إن عمليات المسح في الأودية والغابات كشفت عن أكثر من 50 نفقا وأدت إلى مصادرة أكثر من 50 صاروخا موجها ومئات الأسلحة الأخرى. لكن وفقا لمسؤولين أمنيين لبنانيين، فإن خطة الجيش لم تتضمن أبدا عمليات تفتيش للممتلكات الخاصة. تشك إسرائيل في نجاحها بدون مثل هذه الخطوات.