ألغت إدارة معهد "كوليج دو فرانس" في العاصمة الفرنسية باريس ندوة أكاديمية كانت مخصصة لمناقشة القضية الفلسطينية، بدعوى أنها تتضمن "مضامين معادية للسامية وانحيازًا للجانب الفلسطيني".
وقالت إدارة المعهد في بيان، الأحد، إن القرار جاء "التزامًا بمبدأ الحياد التام في القضايا السياسية والأيديولوجية"، مشيرة إلى أن الندوة التي كان من المقرر عقدها يومي 13 و14 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري تم إلغاؤها رسميًا.
وأضاف البيان أن المعهد "لا يدعم ولا يشجع، ولا يبرر أي نوع من الأنشطة المروجة للعمل المسلح أو القتالي"، مؤكدًا حرصه على أن تبقى أنشطته الأكاديمية بعيدة عن التجاذبات السياسية.
في المقابل، أعرب مركز الدراسات العربية والبحوث السياسية (CAREP) في باريس، وهو أحد الجهات المشاركة في تنظيم الندوة، عن اعتراضه الشديد على القرار، واصفًا إياه بأنه "تدخل سياسي في المجال الأكاديمي".
وأوضح المركز أن الندوة التي كان من المزمع تنظيمها تحت عنوان "فلسطين وأوروبا: ثقل الماضي والديناميكيات المعاصرة" تم إعدادها مسبقًا من حيث الموضوع والبرنامج والمشاركين، مشيرًا إلى أن تنظيم فعاليات مشابهة ليس جديدًا على المعهد.
وأكد CAREP أن إلغاء الندوة يتنافى مع مبدأ حرية التعبير والبحث العلمي، داعيًا إدارة المعهد إلى التراجع عن القرار واحترام استقلالية العمل الأكاديمي.
ويُعد "كوليج دو فرانس"، الذي تأسس في القرن السادس عشر الميلادي ومقره باريس، من أبرز المؤسسات التعليمية والبحثية في فرنسا والعالم، ويشتهر باستقلاليته الأكاديمية وبرامجه العلمية المتقدمة.