يُجري الرئيس السوري أحمد الشرع، الإثنين، محادثات غير مسبوقة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، بعد أيام على شطبه من القائمة الأميركية للإرهاب، ليصبح أول رئيس سوري يزور البيت الأبيض منذ استقلال البلاد عام 1946.
ووصل الشرع إلى واشنطن بعد زيارة مقر الأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر، حيث ألقى خطابًا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو أول رئيس سوري منذ عقود يفعل ذلك.
وقبل اجتماعه مع ترامب، اجتمع الشرع مع المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا غورغييفا، وممثلين عن منظمات سورية، لبحث إمكانية مساعدة سوريا في إعادة الإعمار بعد سنوات من الحرب التي دامت 13 عامًا، والتي قدرت كلفة إعادة الإعمار فيها بأكثر من 216 مليار دولار وفق البنك الدولي.
وأعلن المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توم براك، أن الشرع قد يوقّع اتفاقًا للانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش بقيادة واشنطن، الذي هزّم التنظيم عسكريًا في سوريا عام 2019 بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد).
ويعتزم الجانب الأميركي أيضًا إنشاء قاعدة عسكرية بالقرب من دمشق لتنسيق المساعدات الإنسانية ومراقبة التطورات بين سوريا وإسرائيل، بحسب مصدر دبلوماسي في سوريا.
وكان قرار وزارة الخارجية الأميركية بشطب الشرع من القائمة السوداء متوقعًا، إذ أشاد المتحدث باسم الوزارة تومي بيغوت بتعاون الحكومة السورية في العثور على أميركيين مفقودين والتخلص من أي أسلحة كيميائية متبقية، معتبرًا أن هذه الإجراءات تأتي اعترافًا بالتقدم الذي أحرزته القيادة السورية بعد رحيل بشار الأسد.
وفي سياق أمني داخلي، أعلنت وزارة الداخلية السورية تنفيذ 61 مداهمة واعتقال 71 شخصًا في حملة استباقية ضد خلايا نائمة لتنظيم داعش في محافظات حلب وإدلب وحماه وحمص ودير الزور والرقة ودمشق، وفق وكالة الأنباء الرسمية سانا.
تأتي هذه الزيارة التاريخية في ظل سعي سوريا لتأمين تمويلات لإعادة الإعمار وإعادة دمج البلاد في المحيط الإقليمي والدولي بعد عقود من النزاعات والقمع.