قال جون هيرلي، وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، إن الولايات المتحدة ترى فرصة سانحة في لبنان يمكن من خلالها قطع التمويل الإيراني عن حزب الله والضغط عليه للتخلي عن سلاحه.
وأوضح هيرلي، في مقابلة مع وكالة رويترز خلال زيارته إلى إسطنبول، أن إيران حولت نحو مليار دولار إلى حزب الله خلال العام الجاري، رغم العقوبات الغربية التي أضرت بشدة باقتصادها. وأضاف: "إذا تمكنا من جعل حزب الله يلقي سلاحه، يمكن للشعب اللبناني أن يستعيد بلده".
وأشار إلى أن المفتاح هو وقف النفوذ الإيراني الذي يبدأ بتجفيف منابع الأموال الموجهة لحزب الله، مؤكداً أن واشنطن تواصل حملة "أقصى الضغوط" على طهران للحد من نشاطها النووي ونفوذها الإقليمي.
وتأتي هذه التصريحات عقب فرض واشنطن عقوبات جديدة على شخصين متهمين بتمويل حزب الله، ضمن جولة من الإجراءات تستهدف تقويض شبكات التمويل الإيرانية في الشرق الأوسط.
وأشار هيرلي إلى أن إيران تسعى لتعويض خسائرها الاقتصادية بتقوية علاقاتها مع الصين وروسيا ودول إقليمية، بعد انهيار المفاوضات بشأن برنامجها النووي في سبتمبر الماضي، الأمر الذي أدى إلى إعادة فرض عقوبات أممية عليها.
وتتهم الدول الغربية طهران بتطوير برنامج تسلح نووي سري، بينما تنفي الأخيرة ذلك وتؤكد أن نشاطها النووي مخصص لأغراض مدنية.
وفي المقابل، تواصل إسرائيل شن غارات شبه يومية على جنوب لبنان مستهدفة مواقع تابعة لحزب الله، رغم اتفاق وقف إطلاق النار المبرم منذ عام، فيما تلتزم الحكومة اللبنانية رسمياً بنزع سلاح جميع الفصائل المسلحة، بما فيها حزب الله، الذي لا يزال يرفض التخلي الكامل عن سلاحه.
وأكد المسؤول الأميركي أن بلاده ستواصل تنسيق الجهود مع شركائها الإقليميين والمصرفيين الدوليين، مشدداً على أن "رغم أزمات إيران الداخلية، ما زالت تضخ أموالاً ضخمة في وكلائها الإرهابيين"، على حد تعبيره.