قال مسؤول في البيت الأبيض، الجمعة، إن الولايات المتحدة منحت المجر إعفاءً لمدة عام من العقوبات المفروضة على قطاع الطاقة الروسي، بما يتيح لها مواصلة شراء النفط والغاز من موسكو، وذلك عقب لقاء جمع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في واشنطن.
وجاء القرار بعد أن قدّم أوربان، خلال اجتماعه الودي مع ترامب، طلباً مباشراً للحصول على استثناء، موضحاً أن بلاده تعتمد بشكل كبير على النفط الروسي، وأن وقف الإمدادات سيؤدي إلى "عواقب قاسية" على الشعب والاقتصاد المجري.
وأوضح ترامب خلال اللقاء أنه يتفهّم "الظروف الخاصة" للمجر، قائلاً إن وضعها مختلف عن باقي الدول الأوروبية لأنها "دولة غير ساحلية لا تمتلك موانئ بحرية"، مضيفاً: "كثير من الدول الأوروبية تشتري النفط الروسي منذ سنوات... سأبحث هذا الموضوع لأن ظروف المجر فريدة فعلاً".
وتناول الزعيمان كذلك الحرب الروسية على أوكرانيا، حيث أشار ترامب إلى أن "روسيا ببساطة لا تريد التوقف عن القتال بعد"، معرباً عن اعتقاده بأن الصراع سينتهي في نهاية المطاف. وردّ أوربان عندما سأله ترامب عن فرص انتصار أوكرانيا قائلاً: "قد تحدث معجزة".
وكان ترامب قد فرض في وقت سابق عقوبات على شركتي النفط الروسيتين "لوك أويل" و"روسنفت"، وهدّد بفرض قيود إضافية على الدول التي تواصل التعامل معهما، على أن تدخل العقوبات حيّز التنفيذ في 21 نوفمبر الجاري.
وتُعد المجر من أكثر الدول الأوروبية اعتماداً على الطاقة الروسية منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا عام 2022، إذ تحصل على الجزء الأكبر من وارداتها النفطية عبر خط أنابيب "دروجبا" الذي يعود إلى الحقبة السوفيتية.
ورغم إمكانية استخدام خط أنابيب مملوك لكرواتيا لنقل النفط الخام عبر الموانئ، ترفض شركة النفط المجرية "مول" التحول إليه بسبب ارتفاع التكاليف والمشكلات الفنية، مؤكدة أن البديل الروسي يظل الأقل كلفة والأكثر استقراراً.
ويأتي هذا الإعفاء الأميركي ليمنح بودابست فترة انتقالية تستمر حتى نهاية عام 2026 لتأمين مصادر طاقة بديلة، في ظل انتقادات أوروبية متزايدة لموقفها المائل نحو موسكو.