حذر المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، الجمعة، من وجود استعدادات واضحة لجولات قتال جديدة في السودان، خصوصاً في منطقة كردفان الاستراتيجية الواقعة بين العاصمة الخرطوم، التي يسيطر عليها الجيش، وإقليم دارفور الخاضع لسيطرة قوات الدعم السريع.
وقال تورك في بيان: "لا توجد أي مؤشرات على احتواء التصعيد، بل تشير التطورات الميدانية إلى استعدادات لتكثيف الأعمال العسكرية، مع ما يترتب على ذلك من آثار مدمرة على السكان الذين أنهكتهم المعاناة".
دعوة للهدنة
وتأتي هذه التحذيرات في وقت دعت فيه الولايات المتحدة طرفي النزاع إلى المضي قدماً في تنفيذ الهدنة الإنسانية، التي قدمتها "الرباعية الدولية"، وتنص على وقف لإطلاق النار لمدة ثلاثة أشهر، لمنح السكان فرصة لالتقاط الأنفاس والنجاة من العنف المستمر.
في المقابل، ما يزال الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان متمسكا بالخيار العسكري، مؤكداً أن "الحسم الميداني هو الطريق الوحيد" وأن المعركة لم تنته بعد.
كارثة إنسانية
ويعاني السودان من واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم، حيث يواجه نحو 21 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي الحاد، ويحتاج أكثر من 20 مليون سوداني إلى مساعدات صحية عاجلة مع تفشي أمراض مثل الكوليرا وحمى الضنك.
كما بلغ عدد النازحين داخلياً نحو 11.5 مليون شخص، بينما فر أكثر من 4 ملايين سوداني إلى دول الجوار، ليصل مجموع المحتاجين إلى نحو 21 مليون شخص بحاجة لدعم عاجل من المجتمع الدولي.