لم تستغرق سوق العملات المشفّرة سوى نحو شهر لتفقد معظم المكاسب التي حققتها منذ بداية العام، إذ تراجعت قيمتها السوقية الإجمالية بنحو 20% منذ ذروتها المسجلة في السادس من أكتوبر عند 4.4 تريليون دولار، لتقترب الآن من خسارة جميع مكاسب عام 2025، وفقاً لبيانات CoinGecko.
وجاء هذا الانخفاض الحاد بعد تصفية مراكز مالية قائمة على الديون بقيمة تقارب 19 مليار دولار خلال أيام من بلوغ الذروة، ما بدّد ثقة المستثمرين وأدى إلى موجة بيع جماعية، في وقت لا تظهر فيه مؤشرات واضحة على تعافٍ وشيك.
وشهد العام الحالي تفاؤلاً واسعاً بشأن دمج العملات المشفّرة في النظام المالي العالمي، مع تزايد التفاعل بين مؤسسات الاستثمار والمصارف والهيئات التنظيمية، لكن هذا التفاؤل تلاشى سريعاً مع الهبوط الأخير.
وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب قد حفّز صعود "بتكوين" بنسبة بلغت نحو 35% بعد دعوته لتحويل الولايات المتحدة إلى مركز عالمي للعملات المشفرة، غير أن هذا الزخم سرعان ما تراجع، لتنخفض القيمة السوقية للأصول الرقمية إلى مستويات أدنى من تلك المسجلة عند توليه المنصب.
وانخفضت بيتكوين بنسبة 8% منذ بداية الأسبوع، متجهة نحو أسوأ أداء أسبوعي لها منذ مارس، بعدما تراجعت دون متوسطها المتحرك لـ200 يوم، وهو مستوى دعم رئيسي حافظت عليه منذ السوق الهابطة عام 2022، ويتم تداولها حالياً عند نحو 101 ألف دولار في لندن.
وتركّزت الخسائر الأكبر في العملات البديلة، وهي الرموز الأصغر والأكثر تقلباً، التي واصلت أداءها الضعيف خلال العام الجاري. وقال أوغستين فان، الشريك في شركة SignalPlus، إن "باستثناء بيتكوين وإيثر، فإن سوق العملات المشفّرة تتخذ موقعاً دفاعياً منذ أشهر"، مشيراً إلى أن غياب المحفزات والمخاوف التنظيمية والأمنية يحدّ من تدفق الأموال الجديدة إلى السوق.
أما جيف مي، المدير التشغيلي لمنصة BTSE، فرأى أن جزءاً من التراجع يعود إلى "مخاوف من المبالغة في تقييم أسهم الذكاء الاصطناعي"، محذّراً من أن أي موجة بيع في أسهم التقنية قد تدفع بيتكوين إلى ما دون 100 ألف دولار وتزيد خسائر العملات البديلة.
ورغم الأجواء القاتمة، ظهرت بعض مؤشرات الاستقرار، إذ سجّلت صناديق المؤشرات المتداولة الفورية في الولايات المتحدة لكل من بيتكوين وإيثر تدفقات بقيمة 253 مليون دولار يوم الخميس، بعد ستة أيام متتالية من التخارجات.