بينما أصبح زهران ممداني العمدة رقم 111 لمدينة نيويورك، تستعد الساحة السياسية الأميركية لصدام غير مسبوق بينه وبين الرئيس دونالد ترامب، في مواجهة يرى مراقبون أنها قد تغيّر ملامح العلاقة بين البيت الأبيض وأكبر مدينة في البلاد.
ممداني، البالغ من العمر 34 عاماً، والعضو في الجناح التقدمي للحزب الديمقراطي، يُتوقَّع أن يصبح قريباً من أبرز وجوه الحزب، لكنه يدخل منذ اللحظة الأولى في مسار تصادمي مع ترامب، الذي وصفه مراراً بـ"الشيوعي".
وقالت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية إن الرجلين – ترامب "رجل العقارات الثري" وممداني "الناشط الاشتراكي السابق" – لا يتوقفان عن انتقاد بعضهما لخدمة مصالحهما السياسية. وقد وصف ممداني نفسه بأنه "أسوأ كوابيس الرئيس"، متعهداً بمواجهة سياسات ترامب الاقتصادية والاجتماعية.
وفي المقابل، هاجم ترامب فوز ممداني واعتبره تهديداً لـ"سيادة" الولايات المتحدة، ملمحاً إلى أنه سيخفض التمويل الفيدرالي المخصص لنيويورك، والذي يقدّر بنحو 7.4 مليارات دولار سنوياً، أي ما يعادل 6.4% من إجمالي إنفاق المدينة.
ويرى محللون أن هذه التهديدات قد تفتح الباب لمعركة قانونية، إذ أكدت الخبيرة الاقتصادية آنا تشامبني أن أي خفض للتمويل الفيدرالي "قد يواجه عشرات الدعاوى القضائية من الولايات والبلديات".
كما يُتوقَّع أن يمتد الصراع إلى قضايا الهجرة والأمن الداخلي، فترامب يدفع نحو تشديد مداهمات المهاجرين، في حين تعهّد ممداني بجعل نيويورك "ملاذاً آمناً" عبر وقف التعاون مع وكالة الهجرة والجمارك وتوسيع الدعم القانوني للمهاجرين.
وبالرغم من ماضيه الداعي إلى تقليص تمويل الشرطة، أكد ممداني خلال حملته أنه سيعمل مع قوات الأمن ويُبقي على المفوضة جيسيكا تيش في منصبها.
ويرى مراقبون أن العلاقة بين الجانبين قد تتدهور بسرعة، وربما تصل إلى تدخّل فيدرالي مباشر في شؤون المدينة، خاصة في ظل تمسك ترامب بنفوذه الرمزي على نيويورك التي يعتبرها "حبّه الأول".