أثارت سلسلة من الرحلات العسكرية الروسية بين موسكو وطهران تساؤلات حول إمكانية تزويد إيران بأنظمة دفاع جوي متقدمة وطائرات مقاتلة، وذلك في ظل تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط والتنسيق الاستراتيجي المتنامي بين طهران وموسكو.
ووفقاً لموقع "دفنس سيكيوريتي آسيـا" المختص بالأخبار الدفاعية، هبطت طائرة الشحن الروسية الثقيلة "أنتونوف آن-124 روسلان" عدة مرات بشكل سري في مطار مهرآباد الدولي بطهران، وكان آخرها يوم الأحد. وأشار الموقع إلى أن الهبوط لم يُعلن رسمياً من قبل أي من الطرفين، ما أثار التكهنات حول نقل أسلحة ومعدات عسكرية روسية متقدمة إلى إيران.
وذكر المصدر أن هذه الرحلات لم تكن مفردة، بل تمت على مدى الأسابيع الستة الماضية، تضمنت طائرات آن-124 وإي-إل-76 انطلقت من مطارات إيركوتسك وموسكو وأوليانوفويسك، وكلها مرتبطة بمنشآت عسكرية روسية. كما أظهرت صور وأقمار اصطناعية نشاطاً غير معتاد على مدارج مهرآباد، بما في ذلك شاحنات وقود ومركبات نقل محاطة بحراسة عناصر من الحرس الثوري الإيراني.
ورجّح محللون أن هذه الرحلات قد تكون نقلت مكونات منظومة الدفاع الجوي "إس-400 تريومف"، فضلاً عن مقاتلات سو-35 فلانكر-إيه، وطائرات تدريب Yak-130، وحواضن الحرب الإلكترونية، ومكونات لبرامج الصواريخ الإيرانية.
منظومة إس-400
تُعد منظومة إس-400 من أكثر أنظمة الدفاع الجوي تطوراً في الترسانة الروسية، قادرة على اعتراض المقاتلات الشبحية والصواريخ الباليستية والكروز، بمداها يصل إلى 400 كلم وارتفاع 30 كلم، مع صواريخ اعتراضية تفوق سرعة الصوت.
وحصول إيران على هذه المنظومة سيُحدث تحولاً جذرياً في دفاعاتها الجوية، خصوصاً لحماية منشآتها النووية في ناتنز وفوردو وبوشهر، كما قد يفرض عقوبات أمريكية إضافية وفق قانون CAATSA.
مقاتلات سو-35 فلانكر-إيه
تُعد سو-35 طائرة قتالية متعددة المهام، تتميز بمناورة فائقة وإلكترونيات طيران متقدمة، وقدرات جو-جو قوية، وتستطيع مهاجمة عدة أهداف في آن واحد على مسافات تصل إلى 400 كلم، مع سرعة قصوى 2.25 ماخ ونطاق قتالي يقارب 1600 كلم.
وستُمثّل هذه المقاتلات نقلة نوعية لقدرات القوات الجوية الإيرانية، التي تعتمد حالياً على طائرات قديمة.
وأشار الموقع إلى أن بعض الرحلات تزامنت مع اختبارات صاروخية باليستية إيرانية في أواخر أكتوبر، ما قد يشير إلى تكامل الأسلحة الجديدة مع برامج الدفاع والصواريخ الإيرانية.