قال الرئيس اللبناني جوزاف عون، الاثنين، إن بلاده "لا تملك خيارًا سوى التفاوض" مع إسرائيل، مؤكداً أن لغة التفاوض هي الطريق الوحيد بعد فشل الحرب في تحقيق نتائج.
وجاءت تصريحات عون خلال لقائه شخصيات لبنانية بينها نقابيون في القصر الرئاسي شرق بيروت، وفق بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية.
وأوضح الرئيس أن "أدوات السياسة ثلاث: الدبلوماسية والاقتصاد والحرب، وعندما لا تحقق الحرب نتيجة، يبقى التفاوض هو الطريق الوحيد"، مضيفًا أن "نهاية كل حرب في العالم كانت التفاوض، والتفاوض لا يكون مع صديق بل مع خصم أو عدو".
وأشار إلى أن "لغة التفاوض أهم من لغة الحرب التي رأينا ماذا فعلت بنا"، مؤكداً أن بلاده مستعدة للدخول في مفاوضات تهدف إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي واستعادة الأراضي اللبنانية.
ويأتي موقف عون بعد تصاعد الهجمات الإسرائيلية على لبنان خلال الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك عمليات اغتيال وشن أحزمة نارية في مناطق شرق وجنوب البلاد.
والخميس الماضي، أصدر الرئيس اللبناني للمرة الأولى أوامر للجيش بالتصدي لأي توغل عسكري إسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية المحررة جنوبي البلاد.
ويقود المبعوث الأمريكي توماس باراك وساطة غير مباشرة بين لبنان وإسرائيل، تهدف إلى حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية كمرحلة أولى نحو اتفاق أمني طويل الأمد.
ويُذكر أن لبنان وإسرائيل في حالة عداء رسمي منذ قيام إسرائيل عام 1948، ولا تجري بينهما مفاوضات مباشرة، رغم دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال خطابه أمام الأمم المتحدة العام الماضي إلى بدء مفاوضات علنية.
وكانت إسرائيل قد شنت في أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حربًا شاملة على لبنان، أدت إلى مقتل أكثر من 4 آلاف شخص وإصابة نحو 17 ألفًا، قبل أن يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، غير أن تل أبيب خرقت الاتفاق أكثر من 4500 مرة بحسب تقارير لبنانية.
ولا تزال إسرائيل تحتل خمس تلال لبنانية سيطرت عليها خلال الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق أخرى محتلة منذ عقود.
وفيما يتعلق بالعلاقات مع دمشق، أعلن عون أن "لبنان بدأ معالجة ملف العلاقات مع سوريا بشكل إيجابي"، مشيراً إلى وجود "نوايا جدية لتشكيل لجان مشتركة لحل مسألة ترسيم الحدود وعودة النازحين السوريين".
وأشار إلى أن الأشهر الأخيرة شهدت تصاعداً في التنسيق الدبلوماسي بين بيروت ودمشق، خاصة في ملفات المفقودين والحدود البرية والتعاون الاقتصادي.
وعلى الصعيد الداخلي، أكد الرئيس اللبناني أن حكومته، التي تشكلت في فبراير/ شباط الماضي، تعمل على تنفيذ إصلاحات جوهرية، مشيراً إلى أن "المؤشرات الاقتصادية إيجابية جدًا" مع توقعات بنمو يصل إلى 5 بالمئة بنهاية العام الجاري.
وختم عون بالقول إن "لبنان يمتلك فرصاً كبيرة للنهوض، شرط الابتعاد عن الطائفية والمذهبية"، داعيًا جميع القوى السياسية إلى العمل المشترك من أجل مصلحة البلاد.