القدس المحتلة - مصدر الإخبارية
كشفت القناة 12 الإسرائيلية، مساء الإثنين، أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تمارس ضغوطًا على الحكومة الإسرائيلية للسماح بمرور نحو 200 من عناصر حركة حماس المحاصرين داخل الأنفاق في رفح جنوبي قطاع غزة، في محاولة لتفادي تصعيد ميداني جديد قد يهدد اتفاق وقف إطلاق النار.
وذكرت القناة أن الولايات المتحدة تخشى أن يؤدي استمرار وجود العناصر داخل الأنفاق إلى احتكاكات مع الجيش الإسرائيلي، ما قد يفضي إلى رد عسكري ينسف الهدوء النسبي القائم.
وأشارت إلى أن المداولات الإسرائيلية الداخلية تناولت اعتبارات أمنية متعددة، أبرزها أن السماح بخروج هؤلاء العناصر سيتيح للجيش الإسرائيلي تفريغ الأنفاق وتدميرها لاحقًا، إلى جانب جمع معلومات استخباراتية قبل تفجيرها.
في المقابل، نقلت القناة عن مصادر إسرائيلية أن حركة حماس اشترطت السماح بخروج المحاصرين مقابل استعادة جثث الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لديها، فيما يعتبر الجيش الإسرائيلي أن الحركة تسعى للمماطلة وكسب الوقت وتأجيل تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
وبحسب التقرير، يدفع الجيش الإسرائيلي بفرقة جديدة إلى منطقة خانيونس ويكثف عملياته لتدمير ما تبقى من الأنفاق في رفح، تحسبًا لأي انسحاب مستقبلي في إطار الاتفاق. وترى الدوائر الأمنية أن حماس تحاول إطالة أمد المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق بهدف عرقلة مسار نزع سلاحها.
وأضافت القناة أن واشنطن تضغط على إسرائيل للإسراع في الانتقال من المرحلة الأولى إلى الثانية من اتفاق غزة، وهو ما يتطلب قرارًا سياسيًا إسرائيليًا واضحًا بشأن مصير عناصر حماس المحاصرين.
من جانبها، ذكرت صحيفة "معاريف" أن وحدات من لواء ناحال والهندسة القتالية تواصل العمل داخل نفق إستراتيجي في حي الجنينة برفح، حيث بدأ الجيش بضخ الخرسانة وزرع مواد متفجرة في داخله. وتقدّر التقديرات العسكرية أن النفق يضم نحو 150 مقاتلًا من حماس محاصرين على الجانب الإسرائيلي من "الخط الأصفر".
وأشار التقرير إلى أن الجيش الإسرائيلي يضخ كميات كبيرة من الخرسانة والمواد المتفجرة إلى فتحات النفق بهدف القضاء على العناصر المحاصرين.
ومنذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 11 تشرين الأول/ أكتوبر 2025، شهدت منطقة رفح هجومين ضد قوات الاحتلال أسفرا عن مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين، وردّ الجيش بارتكاب مجازر أسفرت عن مئات الشهداء الفلسطينيين، رغم إعلان حماس التزامها بالاتفاق ونفيها أي صلة بالهجمات.
كما كشفت هيئة البث الإسرائيلية "كان 11" أن تل أبيب بحثت مؤخرًا إمكانية السماح بمرور آمن لعناصر حماس المحاصرين مقابل استعادة جثث الأسرى الإسرائيليين، لكن الخلافات السياسية داخل الحكومة حالت دون اتخاذ قرار.
وأوضحت أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو رفض المقترح بعد ضغوط من وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، اللذين طالبا بـ"قتل أو اعتقال" العناصر العالقين، معتبرين أن السماح لهم بالمرور سيكون "هدية مجانية لحماس".