القدس المحتلة - مصدر الإخبارية
تستعد الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لاحتمال تصعيد جديد في لبنان في ظل استمرار الهجمات الجوية التي تنفذها تل أبيب منذ أسابيع، وسط ما تصفه إسرائيل بـ"تسارع وتيرة بناء قوة حزب الله" وإعادة ترميمه لبنيته العسكرية في مناطق مختلفة من البلاد.
وبحسب تقرير بثّته هيئة البث الإسرائيلية "كان 11" مساء الإثنين، ترى الأجهزة الأمنية في تل أبيب أن حزب الله يعمل على إعادة بناء منشآته العسكرية، لا سيما في المناطق الواقعة شمال نهر الليطاني وفي محيط العاصمة بيروت.
ونقلت القناة عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن الحكومة اللبنانية تُظهر "عجزًا كبيرًا" في مواجهة ما تصفه إسرائيل بـ"تعاظم قوة حزب الله"، معتبرة أن هذا "العجز" يبرّر استمرار الهجمات الإسرائيلية.
وأوضح التقرير أن إسرائيل تمتنع حاليًا عن تنفيذ ضربات داخل بيروت رغم ما تعتبره "خروقات أمنية" في العاصمة، لكن مسؤولين إسرائيليين حذروا من أن "لا مكان سيكون في مأمن إذا اقتضت الضرورة"، في إشارة إلى احتمال توسيع رقعة العمليات العسكرية.
وأشار التقرير إلى أن الضغوط الأميركية على تل أبيب تحول دون استهداف بيروت في هذه المرحلة، في وقت تمارس واشنطن ضغوطًا متزايدة على الحكومة اللبنانية لتسريع خطوات نزع سلاح حزب الله.
وفي المقابل، تحدثت القناة عن حالة إحباط داخل صفوف حزب الله بسبب غياب الرد على الغارات الإسرائيلية المتواصلة في الجنوب اللبناني، وهو ما قد يدفع بعض العناصر إلى تنفيذ عمليات ميدانية من دون تنسيق مع القيادة المركزية للحزب في بيروت، في تحدٍ للنهج الذي يتمسك به الأمين العام للحزب نعيم قاسم.
وبحسب التقديرات الإسرائيلية، يواصل قاسم التمسك بخيار ضبط النفس وتحميل الدولة اللبنانية المسؤولية السياسية عن الغارات الإسرائيلية، خشية أن يؤدي أي رد مباشر إلى منح إسرائيل مبررًا لتوسيع الحرب.
وفي سياق متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي مساء الإثنين أنه نفّذ غارتين جويتين منفصلتين في جنوب لبنان، أسفرتا عن مقتل شخصين زعمت إسرائيل أنهما من عناصر حزب الله. وأشار الجيش إلى أن أحد القتلى يُدعى محمد علي حديد من منطقة النبطية، واصفًا إياه بأنه قائد في وحدة "قوة الرضوان"، بينما قال إن الثاني قُتل في عيتا الشعب أثناء محاولته جمع معلومات استخباراتية.
ويأتي هذا التصعيد في ظل حرب إسرائيلية مستمرة على لبنان منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تحولت إلى حرب شاملة في أيلول/ سبتمبر 2024، أسفرت وفق إحصاءات لبنانية عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح.
كما خرقت إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 أكثر من 4500 مرة، وفق تقارير أممية، وأسفرت هذه الانتهاكات عن مقتل وإصابة المئات. وتواصل إسرائيل احتلال خمس تلال لبنانية في الجنوب، إضافة إلى مناطق أخرى محتلة منذ عقود.