وجهت غرفة العمليات الحكومية للتدخلات الطارئة في المحافظات الجنوبية بقطاع غزة نداءً إنسانيًا عاجلًا إلى الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الدولية للتدخل الفوري وإنقاذ آلاف العائلات النازحة المعرّضة لخطر الغرق في المناطق المنخفضة، مع اقتراب فصل الشتاء وتزايد احتمالات السيول والفيضانات.
وحذّرت الغرفة في بيان صدر اليوم الإثنين من أن الوضع الإنساني في القطاع ينذر بكارثة حقيقية، خصوصًا في المناطق المهددة بالمد البحري والانهيارات الأرضية، نتيجة الدمار الواسع في البنية التحتية خلال حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ عامين، والتي عطلت شبكات تصريف المياه وأدت إلى تدمير الطرق والمرافق الحيوية.
وأشارت إلى أن المناطق الأكثر تعرضًا للخطر تشمل: منطقة الجزيرة على شارع صلاح الدين بين مفترقَي المغازي والبريج، ومنطقة صحن البركة عند مصب وادي السلقا، إضافة إلى تجمعات النازحين على طول شارع الرشيد الساحلي البالغ 26 كيلومترًا، ومخيمات شرق دير البلح وشارع النفق في مدينة غزة.
من جانبها، أكدت رئيسة غرفة العمليات سماح حمد أن الوضع الإنساني “خطير للغاية”، وأن آلاف العائلات في المناطق الساحلية والمنخفضة “تواجه خطر الغرق في أي لحظة”، داعية إلى نقلها فورًا إلى مراكز إيواء آمنة وتوفير الاحتياجات الأساسية لها.
وأضافت حمد أن المنظمات الدولية تمتلك مستلزمات إيواء جاهزة لكنها ما زالت بانتظار السماح بإدخالها إلى القطاع، مشيرة إلى أن سلطات الاحتلال تواصل عرقلة دخول المساعدات الإنسانية رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي ينص على إدخال 600 شاحنة مساعدات يوميًا.
وبيّنت أن عدد الشاحنات التي دخلت غزة خلال الفترة من 1 إلى 25 أكتوبر/تشرين الأول 2025 بلغ 5,078 شاحنة فقط، بمتوسط لا يتجاوز 203 شاحنات يوميًا، وهو ما لا يغطي الحد الأدنى من احتياجات السكان.
وأوضحت أن وزارة الأشغال العامة والإسكان حدّدت ضمن خطة “الإغاثة والتعافي المبكر” 294 موقعًا للإيواء المؤقت قرب أماكن السكن الأصلية، تتوفر فيها خدمات المياه والصرف الصحي، داعية المنظمات الإنسانية إلى التنسيق مع غرفة العمليات لتجهيز مراكز الإيواء في تلك المواقع.
وفي ختام البيان، دعت حمد المجتمع الدولي إلى الضغط على سلطات الاحتلال للسماح بإدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل ومنتظم، بما في ذلك الخيام ومواد الإغاثة والمنازل المتنقلة، لضمان حماية مئات آلاف النازحين الذين يعيشون في ظروف مأساوية تهدد حياتهم مع حلول الشتاء.