القدس المحتلة - مصدر الإخبارية
قال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، إنّ «غزة تدخل مرحلة حساسة يتجدد فيها مشروع التطهير العرقي بلباس سياسي مختلف، ويستند إلى خطة ترامب كغطاء يتيح للاحتلال إعادة رسم المكان والهوية والإنسان بما يخدم هدفاً واحداً هو انتزاع الوجود الفلسطيني وتحويله إلى كتلة بشرية مُتعَبة ومُحاصَرة يسهل التحكم الاستعماري بها». وأضاف أنّ الاحتلال «لم يكتف بالقوة العسكرية الإبادية، بل لجأ إلى أدوات سياسية وإدارية واقتصادية ونفسية لإعادة هندسة ما تبقى من حياة فلسطينية داخل قطاع مُنهَك بفعل عامين من الإبادة الإسرائيلية المنظمة».
وأشار المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح إلى أن ما يجري في غزة يعكس منهجيات استعمارية عرفها العالم في جنوب أفريقيا خلال حقبة الفصل العنصري، وفي الجزائر أثناء الاحتلال الفرنسي، وفي أوروبا عندما جرى حصار شعوب في معسكرات إبادة وتجريدها من القدرة على الحياة الحرة خلال الحرب العالمية الثانية. ولفت إلى أنّ 42% من مساحة القطاع تضم أكثر من 2 مليون فلسطيني وفلسطينية تحت ضغط معيشي شديد بينما تم تفريغ 58% من الأراضي وتسليمها لسيطرة الجيش الإسرائيلي وميليشيات مرتبطة به. وخلال فترة وقف إطلاق النار استشهد أكثر من 200 مواطن ومواطنة ولم تدخل سوى 95 شاحنة مساعدات يومياً رغم الالتزام الإسرائيلي أمام العالم بإدخال 600 شاحنة يومياً.
وبيّن دلياني أن الاحتلال أنفق نحو 100 مليار دولار خلال 740 يوماً من الإبادة في غزة وقتل أكثر من 67,000 إنسان يشكل النساء والأطفال 70% منهم وخسر المئات من جنوده الذين سقطوا على ارض غزة، ويستغل الآن معاناة نحو 150,000 شخص قرب رفح كورقة ضغط لفرض حركة نزوح قسرية بدل الاعتراف بحقهم الطبيعي في العودة إلى بيوتهم وما تبقى منها.
واختتم دلياني بالقول إن مستقبل غزة يصنعه شعبنا عبر إرادته الحرة واستعادة الحياة وإعادة الإعمار بكرامة بعيداً عن الإملاء العسكري الاستعماري والحصار الإبادي وتمزيق الجغرافيا وتفريغ الأرض من أصحابها.