غزة- مصدر الإخبارية
أكد برنامج الأغذية العالمي (WFP) التابع للأمم المتحدة، اليوم السبت، أنه استأنف عمليات توزيع المواد الغذائية داخل مدينة غزة بعد فترة من الانقطاع، مشيرًا إلى أن الجهود الإنسانية تتركز حاليًا على توسيع نطاق التوزيع ليشمل شمال القطاع، حيث يواجه آلاف الفلسطينيين أوضاعًا إنسانية قاسية بسبب نقص الغذاء وانعدام الخدمات الأساسية.
وأوضح البرنامج في بيانٍ له أن المساعدات بدأت بالتدفّق تدريجيًا إلى المناطق الوسطى والجنوبية من القطاع، لكن الوصول إلى شمال غزة لا يزال محفوفًا بالعقبات نتيجة الدمار الكبير في الطرق والبنى التحتية، إلى جانب الإغلاقات المستمرة على المعابر، ونقص الوقود والموارد اللوجستية التي تُعد ضرورية لضمان استمرار الإمدادات الغذائية بشكل منتظم.
وأشار المتحدث باسم البرنامج إلى أن الكميات التي يتم إيصالها يوميًا لا تزال دون المستوى المطلوب لتغطية احتياجات السكان، موضحًا أن تحقيق الاستجابة الكاملة يتطلب فتح جميع المعابر بشكل دائم وضمان مرور آمن للقوافل الإنسانية نحو المناطق الشمالية التي تعاني من مجاعة متزايدة وموجات نزوح داخلية واسعة.
ويأتي هذا التطور بعد إعلان البرنامج، في 24 أكتوبر الماضي، عن تشغيل عدد من المخابز المدعومة في شمال القطاع لتوفير الخبز للأسر المحاصرة هناك، في خطوة اعتُبرت آنذاك بداية لإعادة إحياء بعض الخدمات الحيوية بعد أشهر من الانقطاع.
منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر 2023، يعيش سكان القطاع أزمة إنسانية غير مسبوقة، إذ يعتمد أكثر من 90% من السكان على المساعدات الغذائية، وفق تقديرات الأمم المتحدة.
ويُعد برنامج الأغذية العالمي أحد أبرز الجهات الدولية العاملة في القطاع، حيث يوفّر الدعم الغذائي والخبز والمواد الأساسية عبر شبكة من المخابز والمراكز الإغاثية.
ومع ذلك، فإن القيود الإسرائيلية المفروضة على دخول الوقود والمساعدات، إلى جانب الدمار الشامل للبنية التحتية، جعلت من إيصال الإمدادات مهمة شبه مستحيلة، خصوصًا إلى شمال غزة الذي شهد أعنف المعارك وأكبر موجات النزوح.
وتحذر منظمات أممية من أن استمرار تعثر دخول المساعدات سيؤدي إلى كارثة غذائية وارتفاع معدلات سوء التغذية بين الأطفال، في ظل غياب أي بوادر ملموسة لتحسين الأوضاع المعيشية رغم سريان وقف إطلاق النار.