أعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الجمعة، أن اجتماعاً لوزراء الخارجية سيُعقد يوم الاثنين المقبل لمناقشة سبل تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة والخطوات التالية بعد الهدنة، مشيراً إلى أن تركيا تشعر بالقلق حيال استمرار الهدنة الحالية، وأن المشاورات جارية لتشكيل "قوة عمل خاصة بالقطاع".
وخلال مؤتمر صحافي مشترك في أنقرة مع نظيره الإستوني مارجوس تساكنا، أوضح فيدان أن الاجتماع سيضم وزراء الخارجية الذين التقوا بالرئيس الأميركي دونالد ترمب في نيويورك خلال سبتمبر الماضي، لافتاً إلى استمرار المحادثات بشأن إنشاء قوة دولية لإحلال الاستقرار في غزة.
وبحسب موقع "أكسيوس"، يعتزم مسؤولون أميركيون طرح خطة لتشكيل هذه القوة خلال الأسابيع المقبلة، بعد أن أبدت عدة دول — من بينها إندونيسيا وأذربيجان ومصر وتركيا — استعدادها للمساهمة بقوات. وتشرف القيادة المركزية الأميركية على إعداد خطة القوة، والتي تتضمن إنشاء شرطة فلسطينية جديدة يجري تدريبها والتحقق منها من قبل الولايات المتحدة ومصر والأردن، إلى جانب مشاركة قوات من دول عربية وإسلامية.
وتسعى الولايات المتحدة إلى استصدار قرار من مجلس الأمن يمنح تفويضاً قانونياً لتشكيل هذه القوة الدولية ودعم انتشارها في غزة، في وقت تعمل فرنسا وبريطانيا بالتنسيق مع واشنطن على وضع اللمسات الأخيرة على مشروع القرار.
وأوضحت مصادر مطلعة أن الهدف الأساسي يتمثل في الحصول على موافقة حركة "حماس" على نشر القوة، لتجنب أي مواجهة مباشرة معها، بحيث تكون مهمتها فرض الاستقرار ومواجهة الجهات التي تعرقل عملية السلام.
ووفقاً للخطة الأميركية لوقف إطلاق النار، يُعد نشر القوة الدولية شرطاً لانسحاب إسرائيل من المناطق التي ما زالت تسيطر عليها في القطاع، والتي تمثل نحو 50% من مساحته.
وفي السياق، أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي دعم بلاده لنشر قوة دولية في غزة، شريطة أن يتم ذلك بتفويض رسمي من مجلس الأمن يحدد مهامها وصلاحياتها.
في المقابل، نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن مصدر إسرائيلي قوله إن تل أبيب تسعى لضمان التنسيق الكامل مع واشنطن بشأن أي تدخل خارجي في غزة، مضيفاً أن إسرائيل تفضل الدور المصري في هذه الجهود، وتتحفظ على مشاركة قطر وتركيا.
وختم المصدر بالقول إن الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل أن الأسابيع الثلاثين المقبلة من اتفاق وقف إطلاق النار ستكون "حاسمة"، داعية تل أبيب إلى التعامل "بشكل متناسب" مع حركة حماس خلال هذه الفترة.