بعد تحضيرات استمرت سنوات وإرجاءات متكررة، تشهد القاهرة السبت المقبل الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، في حدث يوصف بأنه محطة تاريخية تتوج جهود مصر لتطوير قطاع السياحة وإبراز إرثها الحضاري العريق.
ويُعد المتحف الأكبر من نوعه في العالم المخصص للحضارة الفرعونية، حيث يمتد عمرها لأكثر من خمسة آلاف عام، ويضم نحو خمسة آلاف قطعة أثرية، بينها كنوز الملك توت عنخ آمون المكتشفة عام 1922.
استغرق بناء المتحف 20 عاماً بتكلفة تقارب مليار دولار، ومن المتوقع أن يستقبل نحو 5 ملايين زائر سنوياً، ما يجعله أحد أبرز المقاصد الثقافية والسياحية في المنطقة.
وسيحضر الافتتاح نحو 80 وفداً رسمياً، من بينهم 40 وفداً يقودهم ملوك ورؤساء وأمراء من مختلف دول العالم، في احتفالية ضخمة وصفتها الحكومة المصرية بأنها "حدث يليق بعظمة مصر وحضارتها".
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال اجتماع تحضيري أن حفل الافتتاح يجب أن يعكس مكانة مصر وريادتها الثقافية، ويسهم في تعزيز الترويج السياحي عالمياً، مشدداً على أن المتحف يمثل رمزاً للإنجاز والتطور الذي تشهده البلاد.
كما تفقد رئيس الوزراء مصطفى مدبولي المتحف في جولة ليلية لمتابعة اللمسات النهائية، مؤكداً أن العالم ينتظر ما ستقدمه مصر في هذا الافتتاح التاريخي.
ويضم المتحف 4500 قطعة جنائزية من مقتنيات توت عنخ آمون، كانت موزعة بين مواقع أثرية ومتاحف مختلفة، بينها المتحف المصري في ميدان التحرير، لتعرض للمرة الأولى في مكان واحد.
ويأتي الافتتاح في وقت تحقق فيه السياحة المصرية أداءً لافتاً، حيث بلغت إيرادات القطاع 14.4 مليار دولار خلال السنة المالية 2023-2024، واستقبلت البلاد 15 مليون زائر خلال الأشهر التسعة الأولى من 2025.
وفي إطار الترويج العالمي للحدث، أعلنت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية عن شراكة مع منصة "تيك توك" لتوسيع الانتشار الرقمي وتعزيز الصورة الثقافية لمصر حول العالم.
وتعتبر الحكومة المتحف المصري الكبير "هدية مصر للعالم" وواحداً من أعظم الصروح الثقافية الحديثة التي تروي قصة حضارة لا تزال تبهر الإنسانية منذ آلاف السنين.