قال المستشار الإعلامي لوكالة الأونروا، عدنان أبو حسنة، إن الوكالة تستمد شرعيتها من التفويض الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، والمتوقع تجديده في ديسمبر المقبل لمدة ثلاث سنوات، مشيرًا إلى أن لديها القدرة والخبرة والبنية اللوجستية لتوزيع المساعدات، وأن غيابها سيترك القطاع بلا نظام أو عدالة في توزيع الغذاء والإغاثة.
وأضاف أبو حسنة، في تصريح لوكالة "وفا"، أن أعداد الشهداء والجرحى والمفقودين في غزة تجاوزت 300 ألف، مشيرًا إلى وجود آلاف المفقودين تحت ركام المباني، والعديد من القتلى من المرضى الذين لم يُسجلوا بعد بسبب صعوبة الوصول إلى منازلهم أو المقابر.
وحذر أبو حسنة من الركام الضخم في القطاع البالغ نحو 60 مليون طن، والذي سيستغرق سنوات لإزالته، مؤكدًا أن تعطيل الأونروا يمثل حكمًا بالإعدام على سكان غزة، باعتبارها الشريان الحيوي للغذاء والتعليم والخدمات الصحية.
وأوضح أن العام الدراسي بدأ بمشاركة نحو 300 ألف طالب، معظمهم في التعليم عن بعد، بينما يتلقى 20 ألفًا تعليمهم وجاهيًا، مشددًا على أهمية استعادة التعليم للأطفال الذين شهدوا أكثر من عامين من الحرب والنزوح.
وأشار إلى أن الوكالة افتتحت ثلاث عيادات جديدة تستقبل نحو 16 ألف مريض يوميًا، وأن عدد الزيارات الطبية منذ 7 أكتوبر تجاوز 10 ملايين زيارة، في ظل نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية وإنهاك الطواقم العاملة، ووجود 44 ألف طفل دون سن 5 سنوات وأكثر من 55 ألف حامل ومرضع يعانون سوء التغذية.
وأكد أبو حسنة أن الأونروا ليست جمعية خيرية يمكن حلها بقرار سياسي، بل مؤسسة أممية دولية تعمل بتفويض من الأمم المتحدة، داعيًا إلى محاسبة المسؤولين عن استهداف موظفي الوكالة في غزة، ومشدداً على استمرار الوكالة في تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين رغم كل التحديات.
وأشار إلى أن الوكالة تمتلك نحو 6000 شاحنة مساعدات تكفي السكان لمدة ستة أشهر، بالإضافة إلى مئات آلاف الخيام والمستلزمات الأساسية، لكنها لا تزال محاصرة بسبب منع السلطات الإسرائيلية إدخالها، في ظل تدمير شامل لأكثر من 80% من مساحة غزة، بما في ذلك مدن رفح وشرق خان يونس وبيت لاهيا وبيت حانون ومخيم جباليا، حيث يشرب معظم السكان مياهًا ملوثة ويعيشون في ظروف إنسانية صعبة للغاية.