القدس المحتلة - مصدر الإخبارية
يستعد اليهود المتدينون في إسرائيل، المعروفون بـ"الحريديم"، لتنظيم مظاهرة مليونية الخميس المقبل في القدس الغربية، رفضاً لقانون التجنيد الإجباري بالجيش الإسرائيلي، في خطوة تعكس عمق الأزمة السياسية المتفاقمة بين الأحزاب الدينية وحكومة بنيامين نتنياهو.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن المظاهرة ستشهد مشاركة كبار الحاخامات وأتباعهم من مختلف الفصائل الدينية، في استعراض لوحدة التيار الديني ضد ما وصفوه بـ"محاولات فرض التجنيد على دارسي التوراة".
ويأتي هذا التحرك بينما تستعد لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست لمناقشة مشروع قانون الإعفاءات العسكرية الجديد، الذي سيقدمه النائب بوعز بيسموث من حزب الليكود.
وأوضحت الصحيفة أن الإعلانات التي نشرت في صحف الحريديم دعت الجمهور إلى المشاركة الواسعة في المسيرة التي تصفها الأحزاب الدينية بـ"التاريخية"، رفضاً لما تعتبره "اضطهاداً دينياً".
وفي تطور لافت، أعلن عدد من قادة الليكود نيتهم المشاركة في التظاهرة، من بينهم وزير الاتصالات شلومو كرعي، الذي قال لإذاعة "كول هاي": "عندما يكون الهدف هو وقف اضطهاد دارسي التوراة، فإن المشاركة أمر صائب".
كما أبدى النائب أفيحاي بوعرون من الليكود دعمه للحريديم، قائلاً إن "التوراة هي مصدر حياتنا، وهناك عهد بين الليكود والجمهور المتدين".
من جانبه، شن زعيم المعارضة يائير لابيد هجوماً على الليكود، معتبراً أن "نواب الحزب يشجعون التهرب من الخدمة العسكرية بينما شبابهم يقاتلون ويموتون في الجبهات". وأضاف: "لم يعد الليكود حزباً وطنياً، بل فرعاً للحريديم وبن غفير".
ويأتي التصعيد عقب قرار المحكمة العليا الإسرائيلية في 25 يونيو/ حزيران 2024، الذي ألغى الإعفاءات السابقة وألزم الحريديم بالتجنيد، إلى جانب وقف الدعم المالي للمدارس الدينية التي يرفض طلابها الخدمة العسكرية.
ويشكل الحريديم نحو 13% من سكان إسرائيل، ويرفضون الخدمة العسكرية بدعوى تخصيص حياتهم لدراسة التوراة، فيما يرى خصومهم أن استمرار إعفائهم يمثل تمييزاً صارخاً وتقويضاً لمبدأ المساواة في المجتمع الإسرائيلي.
وتتهم المعارضة نتنياهو بالسعي لإقرار "قانون التهرب" من الخدمة العسكرية لإرضاء أحزاب "شاس" و**"يهدوت هتوراه"**، اللتين انسحبتا من الائتلاف الحكومي منتصف العام الجاري، لكنها تستعد للعودة فور تمرير القانون الذي يمنح الحريديم إعفاءً كاملاً من التجنيد.